عبدالله العجلان
متأكد تماماً أن جميع - أو بشكل أدق معظم - نجوم الكرة السعودية شاهدوا مقطع لاعب فريق (باير ليفركوزن) الألماني المسلم هاكان وهو يقبِّل قطعة الخبز التي ألقاها عليه جمهور فريق (شالكه) أثناء تنفيذه الضربة الركنية لفريقه، ومتأكد كذلك أنهم على علم أن المقطع اشتهر وانتشر، وشاهده وأعجب به الملايين في أنحاء العالم، لكن يبقى السؤال: هل يمثل ويعني تصرف هاكان لنجومنا شيئاً؟ هل استوعبوا معنى وقيمة وأهمية تأثير سلوك اللاعب النجم إن كان سلبياً أو إيجابياً على الجماهير الرياضية والمجتمع بوجه عام؟
لدينا نجوم ومشاهير في الكرة وفي المجالات الأخرى، يريدون أن تعطيهم شهرتهم كل شيء، في الوقت الذي لا يبادرون ولا يقدمون لمجتمعهم أي شيء.. يظنون أنها تمنحهم الحصانة التي تجيز لهم العبث والتهور وارتكاب الأخطاء والتلاعب بالأنظمة والإساءة للذوق العام.. وينسون أو يتناسون أنها تفرض عليهم الاهتمام بأنفسهم، والمحافظة على سمعتهم وسلوكياتهم وحتى آرائهم.. غائبون عن أداء دورهم في المسؤولية الاجتماعية وتسخير نجوميتهم لنشر الوعي في أوساط مجتمعهم وقوة تأثيرهم على جماهيرهم، وبخاصة الصغار والشباب منهم.
هي دعوة لنجوم الرياضة الحاليين والسابقين للمشاركة والإسهام بأعمال الخير والبرامج والمشاريع الإنسانية وخدمة المجتمع.. ليس مطلوباً منهم أن يتبرعوا بجزء من ثرواتهم وإنما نتمنى منهم استثمار شهرتهم، وأن يكونوا قدوة إصلاح وبناء ونبراس توعية بمخاطر المخدرات والتدخين والحوادث المرورية وتدمير البيئة، وأن يتركوا لهم بصمة عطاء تخلد أسماءهم، وتزين صفحات تاريخهم، وتضيء سيرتهم، وقبل وأهم من ذلك تكون شاهداً لهم عند لقاء خالقهم. وصدق سبحانه وتعالى وقوله الحق: يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .
اتحاد كرة أم كفيل غارم؟!
مثلما قلنا في البداية، إن الإجراء غير النظامي الذي اتخذته الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع نادي الاتحاد سيدفع أندية أخرى للاستفادة منه؛ فها هو النصر يؤكد صحة كلامنا، ويتجه للاقتراض من أحد البنوك بضمان من اتحاد الكرة. وأجزم أن الأمر لن يتوقف عند هذين الناديين فقط وإنما سنرى قريباً نادياً ثالثاً، بل أندية أخرى عديدة ستلجأ إلى هذا الأسلوب لاحتواء أزماتها المالية..
كنا سنصفق للرئاسة واتحاد الكرة لو كان موقفهما هذا سيحل مشكلة الاتحاد أو النصر أو أي ناد آخر، لكنه - للأسف - هو عبارة عن مجرد مسكن وقتي، سيزيد الأمور تعقيداً، وسيغري الأندية الفوضوية في إنفاقها على ممارسة المزيد البذخ والصرف غير المقنن، وسيورطها مستقبلاً، وينقلب عليها وعلى الإدارات اللاحقة إلى عبء ثقيل مربك، يصعب عليها التعامل معه. الأخطر من هذا أن اتحاد الكرة سيكون مجبراً على الموافقة لبقية الأندية؛ وبالتالي سيترك عمله الأهم ودوره الأساسي، ويتفرغ للقيام بدور (الكفيل الغارم) للأندية المفلسة..!
بدلاً من هذه الخطوة الارتجالية كان من المفترض على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تعمل على إقرار أنظمة تراقب وتضبط الأداء المالي للأندية، وتلزمها بتطبيقها، وعندها ستكون (أي الرئاسة) قد ساهمت في تنظيم العمل الإداري والمالي في الأندية، وأنقذتها من الدخول في دوامة الديون المتراكمة والمعطلة للتدابير الأخرى الأكثر أهمية، وكذلك تبعدها عن القضايا والشكاوى في الجهات المعنية، سواء هنا محلياً أو في الاتحاد الدولي (الفيفا).