عبدالله العجلان
في الموسم قبل الماضي، وفي الوقت الذي كانت فيه معظم الأندية السعودية وغالبية الإعلام الرياضي، وكذلك أعضاء الجمعية العمومية، ينتقدون أداء وقرارات اتحاد الكرة الحالي، كان البعض من الإعلاميين المحسوبين على ناديي النصر والأهلي يمارسون دور المحامي عنه، والوقوف في وجه كل من يتحدث عنه بسوء، بما في ذلك التصريحات والبيانات الصادرة من رؤساء وإداريي ومدربي الأندية المتضررة من أخطائه، كما حدث عقب تصريح رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد حين قال مستاء ومعلقاً على جدول الدوري: «الله يصبرنا عليه السنوات الأربع القادمة». وكذلك الحال بعد التصريح الشهير لرئيس الشباب الأستاذ خالد البلطان ضد رئيس اتحاد الكرة الأستاذ أحمد عيد في الموسم الماضي.
وهذا الموسم انقلبت الأمور، وتغيرت لغة المدافعين؛ فصرنا نقرأ ونسمع منهم اتهامات وانتقادات ضد اتحاد الكرة، وأحمد عيد تحديداً، أشد حدة وقسوة من تلك التي صدرت من مسؤولي الهلال والشباب، وهم بذلك يثبتون أن مواقفهم السابقة لم تكن مبنية على مصداقية النقد والمصلحة العامة والتزامهم بمبادئهم المهنية بقدر تعاملهم مع الاتحاد بحسب ميولهم وأهوائهم. الأسوأ من هذا أنهم تستروا فيما مضى على كوارثه، وباركوا أخطاءه لمجرد أن المتضرر منها فريق أو فرق لا يميلون إليها؛ الأمر الذي دفع الاتحاد إلى الاستمرار بارتكابها، وعدم معالجتها، بعد أن وجد من يدافع عنه، ويصفق له، ويؤيده عليها.
نتقبل من إدارة نادي النصر أو الأهلي أو أي ناد آخر أن تتحدث عن اتحاد الكرة أو أي جهة أخرى، وفق ما تمليه مصالحها، ويحق لها أن تدافع عن حقوق ناديها بالطرق المشروعة واللغة اللائقة، لكن الوضع يختلف بالنسبة لمن يحمل الصفة الإعلامية؛ فهو (أي الإعلامي) مطالب بأن يتعامل مع الوقائع والأحداث والقضايا كما هي على أرض الواقع، بغض النظر عن لون المستفيد أو المتضرر منها، وتبعا لكونها مواد إعلامية دون التباين في تناولها من ناد إلى آخر. نريد منه أن يكون عادلاً ومنصفاً، ويكون في صف الحق الشبابي مثلما وقف ووقفنا جميعاً مع الأهلي وضد اتحاد الكرة في موضوع سعيد المولد الأخير.
ربع (تعاونوا) ما ذلوا!
لم يصل فريق التعاون لهذه المرحلة اللافتة من التطور في الأداء الفني إلا نتيجة لأسباب وعوامل، صنعت منه فريقاً مبهراً ومتميزاً وحاضراً بقوة، نال بموجبها إعجاب وتعاطف النقاد والمحللين والجماهير بمختلف ألوانها، يأتي في مقدمتها أن لديه قائمة طويلة من أعضاء الشرف الداعمين مادياً ومعنوياً بسخاء وفاء وحباً وانتماء لناديهم، وليس لعلاقتهم بإدارات أو أشخاص بعينهم، إلى جانب أن التعاون ينفرد عن كثير من الأندية بوجود مجلس تنفيذي فاعل خبير ومتمكن، إضافة إلى كونه مستقراً ومتماسكاً، لا يعاني من الانقسامات والصراعات فيما بين أنصاره وأعضاء شرفه الذين يهمهم التعاون، ويغلّبون مصلحته على ما سواها من مصالح شخصية ومكاسب إعلامية وجماهيرية وقتية.
إدارياً.. بقيادة الرئيس الذكي والمتحدث اللبق محمد القاسم يتمتع نادي التعاون بفكر إداري نابه، نجح في التعاقد مع مدرب فذ هو البرتغالي مانويل جوميز، ومع عدد من اللاعبين السعوديين وغير السعوديين البارزين في الدوري. يدار مالياً بطريقة تلائم واقعه وإمكاناته؛ ما جعله بمنأى عن مشاكل وقضايا الديون ومستحقات المدربين واللاعبين المحترفين كما العديد من الأندية، وبخاصة الكبيرة والغنية منها.
التعاون في المواسم الأخيرة أصبح فريقاً نموذجياً، يبدع ويمتع، يتألق ويتفوق مستوى ونتائج.. وها هو يقدم نفسه كفريق جدير بالإمعان والاقتداء به وبخطواته وأسلوب إدارته، ليس من أترابه فحسب بل من الأندية السعودية كافة، وبمختلف الدرجات والمستويات.
هنيئاً للتعاونيين بفريقهم المذهل، شكراً لكل من ساهم في بنائه والارتقاء به إلى حيث أحلام وآمال وطموحات محبيه وجماهيره.