عبدالله العجلان
أُقرّت في التعليم قبل سنوات مادة (التربية الوطنية)، وذلك لزرع وبث روح المواطنة، والانتماء للوطن فكراً وثقافة وممارسة في نفوس وسلوك الطلاب والطالبات من بداية سنواتهم الدراسية، المبدأ كان رائعاً وضرورياً لكن التطبيق وأيضاً مضامين وأهداف المادة لم تكن متلائمة مع الاحتياجات التربوية، وتحديداً في جانب السلوك وطريقة التعامل مع المجتمع ومع ما يدور حوله في سائر شؤون الحياة، مما أعاق انتقالها لتكون تجسيداً عملياً لما هو مطلوب من منهج التربية الوطنية..
اليوم ونحن نشاهد ونقرأ الأطروحات والمواجهات الثقافية والفكرية والإعلامية، بين تيارات ومكوّنات المجتمع في الشأن السياسي والديني والرياضي، سنكتشف أن هنالك تباعداً هائلاً فيما بينها، ليس على صعيد الاختلاف في الرأي والقناعات والأفكار، وإنما بسبب عدم قبول واحترام الآخر وإقصائه، وشنّ الحروب ضده والتشكيك به ومصادرة وجهة نظره، ما أدى إلى تشكيل صراعات شرسة مؤذية زادت الأمور تعقيداً، كما جعلت الانقياد خلف الفكر والدفاع عنه وتكريس مفاهيمه الضيقة والتعصب له، أهم وأكثر من الانتماء للوطن، والكارثة هنا أن هذه التوجهات والممارسات تصدر من أشخاص محسوبين على الفكر والثقافة والتربية والإعلام، ولهم تأثيرهم ومكانتهم وشهرتهم وجماهيرهم..
في هذا الوقت الذي يسعى فيه الأعداء لتشويه صورتنا وتمزيق وحدتنا المباركة العظيمة، لا يجوز الانشغال بترهات هي للاستعراض أكثر من أي شيء آخر، في هذه الظروف المصيرية الحساسة أي فكر لا يراعي قيمة وأهمية الوطن هو فكر عبثي همجي، وأي انتماء لا ينبض بحب الوطن والاعتزاز به والدفاع عنه والتضحية من أجله، هو انتماء فارغ ممسوخ لا معنى له..
ضاعت فلوسك يا داعم!
حينما أنظر للبذخ وفوضى الإنفاق في الأندية على عقود لاعبين لا يستحقون 10 % منها، وعلى مدربين الكثير منهم يغادر بعد شهور قليلة تسلّم خلالها مقدم العقد بالكامل، إضافة إلى الشرط الجزائي أتساءل: كيف يسمح الداعمون لهذه الأندية لأنفسهم بدفع عشرات الملايين من أموالهم الخاصة لتبذيرها بهذه الطريقة التي لا تعود عليهم بأية فائدة دينية أو دنيوية أو اجتماعية، فضلاً عن كونها قد تساهم في زيادة الفوضى، وتدفع إدارات الأندية إلى المزيد من التخبط وسوء الإدارة المالية؟..
كنت وما زلت أرى أن ( الخصخصة ) هي الحل الأمثل والمنقذ لانهيارات الأندية إدارياً ومالياً وحتى فنياً، وبدونها ستظل تسير بالاجتهادات تارة وبالفزعات تارة أخرى، الداعم مهما بلغت ثروته وحبه وانتماؤه لناديه لن يستمر إلى ما لا نهاية، وغالباً ما يرتبط حجم دعمه بعلاقته برئيس النادي الذي لن يدوم رئيساً هو الآخر، وبالتالي نحن أمام واقع متقلّب لا يمكن الإلمام بحاضره، فكيف بمستقبله، وبخاصة في الجانب المالي، أقول إن الخصخصة هي الحل لأن المتبرع يتحول إلى مساهم يستطيع أن يعرف بالضبط ويوثق كم دفع وكم لديه من سهم ونسبة الأرباح، وعلى ماذا ولماذا وأين أنفقت ميزانية النادي؟
حان الوقت كي يعيد أعضاء الشرف تقييم وترتيب دعمهم بطريقة أكثر تنظيماً وفاعلية لأنديتهم، عليهم إدراك أن التبرع بالملايين دون معرفة أين تذهب وفيما تنفق، سيجعل ضررها على الأندية أكثر من نفعها، بدليل أن هنالك أندية تجاوزت إيراداتها 150 مليون ريال ومع هذا نجدها تعاني من الديون وغير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها، بما في ذلك وأهمها الرواتب التي تتأخر شهوراً عديدة، وإلى أن يرى ملف الخصخصة النور مطلوب منهم (أي أعضاء الشرف) المبادرة في اتخاذ خطوات جادة في تنظيم وضبط الدعم المالي، وألا يتركوا إدارات الأندية تتصرف بها وفق أهواء ومزاج شخص بعينه، ما يعرض النادي لمشاكل مالية لا حصر لها وتتفاقم يوماً بعد آخر إلى أن يصل النادي إلى طريق مسدود أو على الأقل إلى مرحلة يصعب احتواؤها والتعامل معها..