ناصر الصِرامي
في مسلسل الإرهاب الذي ضرب البلاد من التسعينيات الميلادية إلى اليوم، يبدو كامل المشهد مرعبًا جدًا، أكثر مما نتصورها، وما قد نتصوره.
لم تكن رسائل الإعلام ناضجة أو قوية، بالقدرة نفسها التي واجهت بها البلاد الإرهاب، ولم يكن الأمن قد اختبر قدراته، بل لم يكن أحد في الحقيقة جاهزًا مثل التنظيم الإرهابي، وهنا كانت القاعدة.
السعودية هي بلا منازع، هي أكثر بلد تعرض للهجوم والضرر من قبل التنظيمات الإرهابية الإسلاموية. رغم كونها أكثر بلاد العالم محافظة..!
مع الوقت تطورت الخبرات والتقنيات الأمنية للتسابق الخلايا الإرهابية وتسابق جاهزيتها، وتضربها في أحيان كثيرة في عمقها، وخاصرتها.
أصبح لدى السعودية الآن، خبرة أمنية متقدمة على مستوى العالم في محاربة الإرهاب والخلايا الإرهابية، خبرات بشرية وتطور تقني ومعلومات استخباراتية، تستفيد منها دول في العالم، كل العالم، لحمايتها من عمليات يخطط لها ضدها!
كما بداية خبرة إعلامية لبداية فتح المشهد كاملاً، أو أكبر جزء ممكن منه، من العمق الإرهابي، حيث مشاهد عرضت لأول مرة على شاشة قناة العربية في ثلاثة أيام متتالية نهاية الأسبوع الماضى، «كيف واجهت السعودية تنظيم القاعدة..»، الإرهابي..
من كواليس المعسكرات، والمخيمات البرية، وميادين التدريب إضافة إلى تجهيز العمليات، وتفخيخ السيارات، والتدريبات المنظّمة، وتحديد الأهداف ورسم الخطط.، والهجمات والمواجهات المباشرة والقبض أو قتل قادة التنظيم.
إلى حضور عدد من رجال الأمن الذين شاركوا على الأرض في عمليات مداهمة ضد التنظيم بمدن المملكة.
وتحولات التنظيم التكتيكية ما بين استهداف الأجانب إلى المؤسسات الأمنية بكل رجالها وكوادرها، إلى إستراتيجية الاغتيالات.
جولات من الانتصارات الأمنية التي كانت سببًا في استمرار هذا الاستقرار والأمن، مقارنة بالمحيط العربي، وحالته البائسة الآن- جولات لم نحتفل بها أبدًا كما نفعل الآن، لأنه ببساطة لم يقدم لنا المشهد كاملاً، أو كما يجب، أو كما يستحق.. عبر الإعلام.
اليوم نعيش-كما العالم - حربًا مع تنظيم جديد اسمه، داعش، حرب قد تبدو مختلفة في تكتيكاتها، لكنها تطور جديد للفكرة الجهادية المسمومة وشراستها. حرب نثق بالقيادات الأمنية وبخبرتها ونجاحاتها.
ما نريد معرفته هو كيف تواجه السعودية بكل تمكن التنظيم في نسخة الشر المطورة، تنظيم داعش الإرهابي، مشاهدة بعض من بعض ما يتوفر الآن، سيكون أهم حملة للحمة الوطنية، وتحفيز المساهمة الأمنية الشعبية.