ناصر الصِرامي
حملة # ليس_باسمنا، أطلقها مسلمو بريطانيا استنكارًا لهجمات فرنسا وأفعال تنظيم داعش الإرهابية، هشتاق تويتري تفاعل معه عدد كبير من المسلمين حول العالم، وسجل في أيام متتالية حضورًا في قائمة الوسم الدولية على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا الوسم المسجل باللغة الإنجليزية #NotInMyName.
يريد أن يقول كل مسلمي العالم بوضوح أن ما يفعله الإرهاب، وما يقوم به التنظيم الإرهابي داعش، ومن يدور في فلكه وجرائمه ويبررها، ليس بأي حال من الأحوال يفعل ذلك باسمنا كمسلمين، وليس منا، ولا نقبل أن يختطف متطرفين يحملون كل هذه الكراهية للعالم ديننا ويحولوه رمزاً للإرهاب العالمي.
يزداد الوسم سخونة ومشاركة في ظل كل ما يتعرض له المسلمين حول العالم اليوم من كراهية، لمجرد انتمائهم للإسلام،حيث أصبحت داعش عنوان للإرهاب في العالم باسم الإسلام وأهله للأسف.
يسعى المسلمون حول العالم أن يقولوا للعالم أن داعش لا تمثل إلا فكرة إرهابية مسمومة مهما تعلقت بالدين الإسلامي، واتخذته غطاء لها.
ومهما استغلت الجهلة والمحبطين وحولتهم إلى حطب لإرهابها الدولي، حتى وإن حدث ذلك بتبرير لفكرة شاذة عنوانها الإسلام. وهي مهمة صعبة ولاشك!
وهذا ما كنا ولانزال نردده، إن الإرهاب لا دين له، والحرب على الإرهاب، يجب ألا تعنى حرب على الإسلام، فالدول العربية والإسلامية لم تسلم أبدا من إرهاب المتطرفين والتكفيرين، ولعل المملكة العربية السعودية أكثر بلادًا إسلامية محافظة والتزامًا -، هي من تعرض بشكل كبير ومؤلم لإرهاب هذه الجماعات قبل داعش ومعها.
ما يحدث من إرهاب «ليس باسمنا» كمسلمين، ويجب أن يتحول ذلك إلى مشروع إعلامي وثقافي، كما ذكر الزميل مشاري الذايدي في برنامجه المهم «مرايا»، على قناة العربية الأسبوع الماضي.
نتحدث في مجالسنا ومكاتبنا وفي شبكات التواصل الاجتماعي على اختلافنا، أن إرهاب هذه الجماعات وفي مقدمتها داعش لا يمثلنا، ولا يمثل الإسلام، وهنا يقول مسلمي العالم بصوت عالٍ ونقي.. ليس باسمنا.. ليس إسلامنا!
إلا أن الاشكالية الأكبر في المبررين للإرهاب ممن ينبشون التاريخ ليتوافق مع هواهم، وممن يحاولون استدعاء «لكن» المفخخة مع كل عمل إجرامي ضد الإنسانية ترتكبه هذه الجماعات، يؤكدون أن هذا الإرهاب المجنون باسمنا باسم الإسلام.
هذا الدفاع عن الكراهية بأساليب مختلفة من التبرير والتفسير والتضليل وتسويقها، هو في الحقيقة ما يجعل الإسلام والمسلمين محل اتهام مستمر أمام العالم وشعوبه وقبائله وأعراقه.
الحرب على الإرهاب قادمة، حرب ستكون أقرب لحرب عالمية ثالثة بصيغة تختلف عن الحربين السابقتين، وهي حرب يجب أن ندرك أننا جزء منها، ومعها، في مواجهة هذا الإرهاب الذي حول عواصم العالم لثكنة عسكرية.
وجعل الجاليات الإسلامية حول العالم تعيش حالة ترقب وخوف، وتواجه جرائم كراهية وعنصرية، واتهامات لم ولن تتوقف، بسب فعل الإرهاب وهذه الجماعات التى تحسب على الإسلام، وبركة هؤلاء المثيرين للكراهية عبر التبرير والتشفي لتثبيت التهمة بشكل فج.
أسلوب يتورط فيها أشخاص يفترض أنهم محسوبون كالدعاة أو طلبة علم، أو ملتزمين في العرف الشعبي العام للأسف، وهنا تكمن الخطورة.
علينا ان نسجل بوضوح وقوفنا ضد هذا الإرهاب ودعاته، ونكرر باستمرار (ليس باسمنا، ونحوله لشعار وبرنامج عمل إسلامي جماعي، جهد يثور ضد الإرهاب والإرهابيين ودعاته والمستفيدين منه، والمبررين له.
هذا هو سبيلنا الوحيد لإنقاذ صورة الإسلام من تلوث الإرهاب، والظلم الذي يلحقه به كل من يتعاطف مع الإرهاب وينظر له، ويبرر له..
دون ذلك سنكون مذنبين أمام أنفسنا وأمام الأجيال، وأمام العالم أيضًا..!