د. عبدالواحد الحميد
فرح عارم اجتاح المملكة حين أعلنت الجهات الأمنية العثور على الطفلة المختطفة جوري الخالدي والقبض على الخاطف وشركائه. وقد تابع ملايين الناس في جميع مناطق المملكة هذه المحنة التي أدمت القلوب وأبكت العيون كما لو أن جوري الخالدي هي ابنة حقيقة لكل أسرة سعودية. بل إن حادثة الاختطاف وحَّدت مشاعر كل الناس، مواطنين ومقيمين، وأحزنتهم لأنها جريمة تهز وجدان كل من يملك ذرة من الإنسانية.
كان من الصعب مجرد تصور مشاعر والدَيْ الطفلة وأسرتها واقربائها خلال تلك المدة الطويلة التي تعادل دهوراً من الكآبة في عمقها النفسي وإن كانت أياماً بمقياس الزمن. وكان السؤال الذي يحار المرء في العثور على جواب له هو: لماذا يقوم أي إنسان مهما تحجرت مشاعره باختطاف طفلة بريئة!!؟؟ وحتى لو فرضنا جدلاً أن هذا الشخص تربطه علاقة عداء بأسرتها، مثلاً، كيف تسمح له مشاعره أن يعاقب طفلة بريئة بجريرة غيرها؟
قد تطفو معلومات جديدة عن الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة النكراء، وقد تكون مذهلة وأسوأ من كل ما سمعناه حتى الآن عنه، لكن أياً كانت الظروف والملابسات فإن كل من شارك في هذه الجريمة وبأي شكل من الأشكال يستحق أقسى عقوبة، وهي عقوبة لا تتعلق بالحق الخاص للطفلة وذويها وإنما لكل المجتمع الذي شغلته هذه الحادثة واحزنته وأفزعته. كما أن العقوبة يجب أن تكون رادعة لأي مجرم آخر قد يفكر بارتكاب حوادث اختطاف مماثلة.
أما وقد عادت الطفلة إلى أحضان أسرتها وعمَّت الفرحة كل بيت في المملكة، فإن من حق شرطة الرياض وجميع الجهات الأمنية أن تتلقى الشكر والثناء على العمل المتميز الذي قامت به طيلة الأيام الماضية إلى أن تمكنت من فك ألغاز عملية الاختطاف والعثور على الطفلة وإنقاذها من براثن الوحش الذي ارتكب فعلته الغادرة.
نقول ونحن لا تسعنا الفرحة بعودة الطفلة جوري الخالدي: شكراً للشرطة، ونردد مع كل المواطنين والمقيمين: نعم.. الشرطة في خدمة الشعب.