د. عبدالواحد الحميد
يعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات التي توفر فُرَصاً وظيفية للمواطنين في الكثير من دول العالم، وهو أيضاً من القطاعات المهمة التي تُسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدخل، وبسبب ذلك تحرص دول العالم على تطوير قطاع السياحة وتشجيع الحركة السياحية.
وقد حقق قطاع السياحة في المملكة خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً رغم المعوقات الاجتماعية الكثيرة، ولكن مازال الطريق طويلاً كي يحقق كلَّ ما بالإمكان تحقيقه. ومن الملاحظ أن قطاع السياحة وما يرتبط به من أنشطة مباشرة وغير مباشرة، أصبح من القطاعات التي تستقطب المواطنين السعوديين للعمل فيه سواء كمستثمرين أو كموظفين.
هناك أماكن كثيرة في جميع مناطق المملكة تملك إمكانات سياحية يمكن استثمارها لزيادة إسهام قطاع السياحة في اقتصادنا الوطني. ومن هذه الأماكن محافظة العلا التي أتيحت لي الفرصة لزيارتها والتعرف على ما تملكه من إمكانات، ولكن تنقصها بعض المرافق الضرورية كالفنادق والمنتجعات.
ومنذ أيام تم وضع حجر الأساس لمشروع سياحي مهم في محافظة العلا وهو «منتجع أثلب» في بقعة جميلة في قلب الصحراء، بالقرب من تكوينات جبلية رائعة تتداخل مع رمال الصحراء في تلك المنطقة الأثرية، التي يمكن أن تستقطب السياح من داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وحتى من الخارج.
أتذكر تلك المنطقة التي زرتها في العلا مع نفر من الأصدقاء قبل أعوام، للتعرف على الآثار والمواقع السياحية هناك، وكم تمنينا وقتها أن يسارع المستثمرون إلى إنشاء مرافق سياحية، لأن جاذبية المكان هائلة، لكن غياب المرافق يحرم الناس من زيارتها والاستمتاع بما تحتويه من آثار ومناظر وتكوينات جغرافية مدهشة.
الجميل في المشروع الذي تم وضع حجر الأساس لإنشائه، أنه يحقق الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة. فقد تم توقيع عقد استثمار الموقع الذي سيقام فيه المنتجع من قِبَل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والشركة المستثمرة، وذلك بحضور رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان وأمير المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان.
تشجيع الحكومة للقطاع الخاص للاستثمار في القطاع السياحي ضروري، وهناك خطوات واعدة في مجال التمويل الاستثماري بمشاركة وزارة المالية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بدأ بعضها يظهر ومن المؤمل أن تزداد وتيرته، وهو مجال توليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اهتماماً كبيراً.
سوف يكون القطاع السياحي رافداً مهماً لتنويع مصادر الدخل في اقتصادنا الوطني، فضلاً عن دوره المهم في تعميق الشعور بالمواطنة والانتماء والإثراء الثقافي. ويظل التحدي الأساسي الذي يواجه هذا القطاع متمثلاً في بعض تفاصيل الجانب الاجتماعي.