فهد بن جليد
بعد إقلاع الطائرة من (لندن) باتجاه (نيويورك)، تفاجأ (صديق سعودي) بشغف (الراكب الأمريكي) بجواره للحوار معه - على غير عادة الأجانب - بعدما عرف أنه مُسلم عربي، وتحديداً (سعودي)؟!
هذه ليست الحالة الوحيدة، الكثير من الأصدقاء المُبتعثين يتحدثون عن اهتمام الغرب (بالسعوديين) لمعرفة المزيد عن حياتنا ومُعتقداتنا ومجتمعنا، وكأن السعودي يمثِّل بالنسبة لهم (صندوقاً مُغلقاً) فوقَه العديد من علامات الاستفهام؟ أو (لغّزاً) يحتاج لفكِّ رموزه، وأكثر هؤلاء يصطدم بحقائق إيجابية عن حياتنا وبلادنا، وأنّها مُغايرة تماماً (للصورة النمطية) الخاطئة التي ينقلها الإعلام عادة - دون حياد - عن (السعودية والسعوديين)!
دائماً ما أحثُّ كل المسافرين إلى أوروبا وأمريكا من (أبنائنا وبناتنا) المُبتعثين، على تصحيح هذه (الصورة المغلوطة)، وإقناع الآخرين (عملياً) بأخلاقنا، كشعب (مُسلم ومُسالم) محب للحياة والتطوّر مثل بقية (شعوب العالم), وعكس الصورة الحقيقة عن بلادنا، وعرض ما يتمتع به المواطن السعودي من (حقوق وميزات مجانية)، قد لا تتوفر (للمواطن الغربي) نفسه، وأنّ السعودية ليست (صحراء قاحلة) و(برميل نفط) كما يصوِّرها بعض الحاسدين والحاقدين!
الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - كان أول من تنبّه لهذه (الصورة) وسعى لتصحيحها، لذلك رعى مُنذ عام 1985م معرض (المملكة بين الأمس واليوم)، والذي انطلق من ألمانيا إلى مختلف أنحاء العالم، ليُساهم في عكسِ تطوّر السعودية، ونقل المعجزة العمرانية والبشرية لبلد (ظُلم كثيراً) بعدما شوِّهت صورته في (الإعلام الغربي)!
برأيي أننا اليوم نحتاج مثل هذا (التحرك الثقافي العميق)، لاستكمال الصورة الصحيحة عن بلادنا، بعيداً عمَّا يتم في الأيام الثقافية السعودية من استعراض (للفرق الشعبية الراقصة) والسلام، فلدينا أشياء عظيمة يمكن أنّ نقدمها للعالم ونفتخر بها، لنُجيب على الكثير من الأسئلة المُتناثرة هنا وهناك، والتي تُستغل لتعزيز (الصورة الخاطئة)، وتصويرنا بشكل مُغاير لمصالح مشبوهة؟!
التجربة السعودية (ثرية ومتطوّرة) بدءاً من قصة التوحيد على يد - المؤسس رحمه الله - للمِّ شمل (القبائل المتنازعة)، وحتى تشكيل أنظمة الحكم، الشورى، المجالس البلدية، استقلال القضاء، الحوار الوطني، الحماية والأمان الأسري، قصة التعليم والابتعاث، الرياضة، مُحاربة العنف والإرهاب .. إلخ!
في العالم (جيل جديد) يحاول اكتشافنا لعدم قناعته بالصورة السابقة، وهذا يقف على مدى استعداد الجيل السعودي (الجديد تحديداً) على تصحيحها؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.