فهد بن جليد
لو أخبرت رجلاً قبل (25 سنة) فقط، أنه يمكن لشخص يمشي في شارع الخبيب ببريدة، مُشاهدة ما يجري بالصوت والصورة في شارع الشانزلزيه بباريس عن طريق جهاز صغير يحمله في جيبه، لأوسعك ضرباً، ولربما اُتهمت بالسحر والشعوذة، أو أن بك (مسّاً من الجن)، الناس لم تتوقع هذه الثورة التقنية الهائلة، وتطور شبكات التواصل الاجتماعي؟!.
حتماً (شيبان الخبيب)، والذين يصنفهم البعض (بالمليارديرات المُتنكرين) لأنه لم تظهر عليهم آثار النعمة، يتابعهم اليوم أبنائهم وأحفادهم المبتعثون في (سان دييغو) بجنوب كاليفورنيا المحاذية للمكسيك - على مدار الساعة - لمعرفة أسعار صفقات ومُزايدات (الجراد)، بل وتقييم الأضرار التي ألحقتها (الأمطار الأخيرة) بممتلكاتهم، ربما في ذات الوقت الذي يقع فيه المطر على رؤوسهم!.
التطور التقني والعلم، لن يتوقف عند الحدود التي وصل إليها الإنسان أواخر عام 2015م، وبدايات 2016م، بل سيستمر التطور أكثر وأكثر - وربنا يستر من الجاي - عموماً (الحاسة السادسة) هي أحدث ابتكار توصلت إليها شركات يابانية بالفعل، وأطلقت عليها نظام (PCA)، الذي يحلل الأجواء ليكشف عن الكوارث قبل وقوعها، وكذلك نظام (BON) الذي يتنبأ بسرقات المنازل قبل حدوثها، تبعاً لتحليلات جزئية لبيانات الأجهزة المنزلية، والإضاءة، حيث إن التلفزيون ومصابيح المنزل ستكتشف هل من قام بإضاءتها هو صاحب المنزل أم حرامي؟!.
(الحاسة السادسة) تتفوق على رجال الشرطة في اكتشاف الحرامي، ومعرفة نواياه وتحليل تصرفاته، بل إن المنزل سيُحاكي صاحبه، حيث يقوم بإطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية تدريجياً بمجرد تأكده (أي المنزل) من أن صاحبه قد غط في سبات عميق، ولا تسألني عن التفاصيل، فقط (أنفث ثلاثاً) عن شمالك؟!.
هناك (ثلاثة أنظمة) جديدة يعكف عليها اليابانيون، يتنبأ أحدها (بالحادث المروري) قبل وقوعه - والعلم عند الله - بل وتتدخل المركبة آلياً، لحماية السائق والركاب، عن طريق التخابر مع (المركبة المقابلة)، والاتفاق على تجنب وقوع الحادث، يا سلام.. كلام كبير!.
أنا مُضطر للتوقف هنا، ولن أكشف عن المزيد، خشية أن يتهمني أحد بالجنون، أو المسّ، أو الشعوذة، أو الكذب، على طريقة (شارع الخبيب) أعلاه؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.