فهد بن جليد
يعجبني تصرف بعض المغرّدين على تويتر، وبعض الأصدقاء الذين تشعر أنهم مُتعاقدون مع وزارة النقل، أو بعض الشركات المتورّطة في مشاريع (مضروبة) لم تصمد أمام قطرة ماء، من أجل تحسين صورة الوزارة، وإلقاء اللوم على المطر؟ والمياه المنقولة؟!
هناك من جعل من مأساة الأمطار (مندوحة) للطقطقة، والتندر، من أجل التخفيف على الناس من تلك المشاهد المؤلمة لمشاريع جبارة، في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، سقطت في اختبار المطر، وكشفت عن مدى القصور في التنفيذ والمراقبة، اللافت أن بعض المغرّدين وجدوا في غرق (مدن خليجية) أخرى، ومشاريع جبارة كلّفت مليارات الدولارات، متنفساً للتعليق بأن الحالة ليست محلية، بل هي إقليمية تشمل عواصم أخرى، ومطارات وفنادق عالمية، وأن المشاريع المالية (محفوفة بالفساد) في كل زمان ومكان، ما لم يكن هناك (ضمير وطني) يقظ!
بل إن بعض المغرّدين، نشروا صوراً لمواقع أمريكية وأوربية، داهمتها مياه الأمطار في أوقات سابقة، وغرقت بسبب كثافة المياه، للتأكيد على براءة (العرب) من الفساد، وأن كل المشاريع في العالم قد تغرق بسبب الأمطار!
مرات عديدة ذكرنا أن الأزمات هي اختبار حقيقي لقدرة المسؤول، والمتحدث الرسمي لكل قطاع، فإمّا أن ينجح عندما يذكر الحقيقة، ويعترف بالتقصير للبحث عن الحلول، أو أن يتهرب، ويبرر، ثم يبرر، ليكشف عن مدى تقصيره، وتقصير مسؤوله الأول الذي عينه مُتحدثاً عنه، المسألة يا سادة ليست مجرد إجادة للحديث أمام الكاميرات، وإرسال البيانات والأعذار التبريرية إلى الصحف ووسائل الإعلام، المسألة يحددها مدى الاستعداد لقول الحقيقية؟ والحديث بشفافية؟ واحترام عقول المتلقين؟ والمتعاملين مع الشوارع والأنفاق؟!
ما إن تتحدث عن ما جرى - أمس الأول - في مخرجي 33 و34 من كارثة مائية، وأنه لا يمكن تصور أن يتم قطع الطريق الدائري في العاصمة، وهو شريان رئيس ينقل سكان الغرب والجنوب إلى الشمال والوسط، وخصوصاً أن الطريق يمر بأودية يمكنها تصريف المياه بكل سهولة، لو كان هناك فعلاً (شبكة تصريف) قادرة على ذلك، إلا وتستذكر تعليق متحدث وزارة النقل الذي أخلى مسؤولية وزارته، وألقى باللائمة على المياه المنقولة من الأحياء المجاورة، بل وبرّر مُسبقاً لتكرار واستمرار المشكلة في الأعوام المقبلة؟ بدلاً من البحث عن حل؟!
جديدة.. وحصرية أن يُبرّر للقصور المستقبلي، بدلاً من البحث عن حال للقصور (الحالي) على طريقة: (المشكلة) ستبقى منقولة في المواسم المقبلة، بسبب (المياه) التي ستكون منقولة من (الأحياء المجاورة)، رحماك ربي!
وعلى دروب الخير نلتقي.