فهد بن جليد
في العالم العربي شكلت الإعلامية الكويتية (نهى نبيل) تجربة جديدة، يصعب تجاهلها من قِبل النّقاد والمتابعين والمحللين، لتؤكد القدرة على التحول من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد، بعد أن باتت - بلا منازع - نجمة (سناب شات) الأولى عربياً، نظير ما تقدمه من محتوى عفوي ومُفيد، استطاعت به دخول قلوب (ملايين المتابعين) العرب بسهولة!.
(نهى) استفادت من شهرتها، وخبرتها الإعلامية التقليدية السابقة - ولكنها لم تركن إليها - بل تعاملت مع (السوشيال ميديا) بذكاء حاد وخارق، عندما جعلت من العفوية عنواناً لكل نشاطاتها، واحترمت المتابعين لها، ولم تتاجر بشهرتها بشكل (فج) أو تستغل حب الناس ومتابعتهم لها، بل هي تخوض تجربة المنتج أمام الجميع، وتعلق على نتائجه سلباً أو إيجاباً، مما يعني أنها صادقة مع الجمهور، ولا تتاجر به، بل سمحت للمتابعين التعرف على حقيقتها (الأسرية واليومية) دون أي تصنُّع، ووفق حدود المُتاح، منذ أن كانت في أمريكا مع زوجها وأطفالها، حتى عادت إلى الكويت مُنذ أشهر قليلة!.
كثيرون من الإعلاميين والفنانين والمشاهير حاولوا اللحاق بـ (نهى نبيل) ولم يستطيعوا، فلماذا؟!.
برأيي أن هناك من جاء بشهرته السابقة، ليُخاطب الناس من (برج عاجي)، وهناك من راهن على حب الناس له عبر وسائل الإعلام التقليدية، ولكنه وجد جمهوراً مُختلفاً، لا تهمه الأسماء، بقدر ما يبحث عن المحتوى، حيث إن النجومية هنا (غير تراكمية)، فالناس تحاكمك وتحاسبك على منتجك (كل يوم بيومه)، وليست مُضطرة لمنحك فرصة أخرى حتى (تًنجّم) من جديد، وهنا الفرق الذي يجب أن يعلمه كل المشاهير الذين يبحثون عن منصات شهرة جديدة؟!.
تنجح في الإعلام الجديد عندما تبتعد عن (التكلُّف والتصنُّع)، ويحبك الناس عندما يشعرون (بعفويتك)، (الصدق) يجعلك قريباً من الجميع، تجنب التصنيفات الدينية والقبلية، والحذر من مصادمة الثوابت (عرابين محبة)، الصراحة والشفافية (عوامل جذب)، الناس عبر (شبكات التواصل الجديدة) تُريد من يمثلها، لا من يُمثل عليها!.
المُهندسة نهى نبيل هجرت الإعلام التقليدي (لسبب أو لآخر)، بعد أن كانت مقدمة برامج أطفال في الصغر، ثم مذيعة ومُحاورة في عدة قنوات، ثم شاعرة نبطية، ولكنها بدأت مع جمهورها الشاب من الصفر، لأنني مُتأكد أنّ أكثر من 50% لم يُشاهدوا لها أي برامج تلفزيونية سابقاً، ولا يعنيهم الأمر اليوم، لأنهم يتابعون (النجمة الأولى) في سناب شات فقط، وهنا بيت القصيد!.
وعلى دروب الخير نلتقي.