فهد بن جليد
الطيار الناجح هو من يضع له (قائمة مهام)، ويشير بالقلم في خانة كل إجراء أساسي يقوم به قبل كل عملية إقلاع أو هبوط، رغم أنه يقوم بهذه المهمة (بمهنية عالية) كل يوم كخطوات روتينية، ولكنه لا يتنازل عن تلك القائمة حتى لا يفقد (كابينة القيادة) في أي يوم؟!
كثيرون فقدوا (مركز الصدارة) في محيطهم، نتيجة عدم الثقة في النفس، فإذا لم تُطوّر من نفسك وأدائك، وتزيد من معارفك بالقراءة والاطلاع والمشاركة، مع ركونك للنجاحات السابقة، فلن تستمر في المقدمة طويلاً، هكذا اتفق الباحثون في قاعدتهم العريضة! ولكن هل كل من في (المقدمة الآن) يستحقها بالفعل؟! أحد الأصدقاء كان موظفاً بسيطاً، فنجح في التعرّف على بعض الفاعلين في المجتمع، وأخذ يُردد بعض المُصطلحات الغربية التي تعلمها منهم حول فنون الإدارة، ويقرأ عن النظريات المعرفية ونحوه، ووجد أنه لن ينجح بثوبه الجديد في مكانه السابق، لذا انتقل إلى (عمل آخر) ليسحر محيطه الجديد، بترديد بعض تلك الكلمات والمصطلحات التي ربما لا يفهم معناها كاملاً، ولكنه قرَّر تصحيح مساره، واللحاق بركب الناجحين، أحياناً نحن من نضع (الفاشلين الأذكياء) في المقدمة!
من الظواهر الغريبة التي بدأت تتسلّل إلينا - عدم الرضا بالواقع الوظيفي - عند الأغلبية منا، فبمجرد أن تفتح النقاش مع أحدهم عن الموضوع، إلا وتجده يتمّتم بأن هناك مجموعة من الأغبياء حوله لا يعرفون (إمكاناته العظيمة)، وأنه يستحق مكان أفضل مما هو فيه.. إلخ، من الشكاوى التي ستسمعها بمجرد سؤال من هو بجوارك الآن؟!. ربما أن السبب هو عدم الاقتناع بقدرة مديرك، أو من هو أعلى سلطة منك، كما في المثال أعلاه، وربما أنه بفعل ارتفاع سقف الطموح، وهذا أمر مُباح طالما أنك تستطيع؟ في كل الأحوال حتى ننجح يجب أن نقتنع أولاً بأن المشكلة ليست في الآخرين، فقدراتنا نحن من يتحكم بها، واستغلالها بالطريقة الصحيحة للتميز والرقي أكثر فأكثر مسؤوليتنا نحن، ولا يُنتظر أن يمد لك الناس أيديهم حتى يُفجروا طاقاتك لاستغلالها، فأنت حيث تضع نفسك، كما قالت العرب قديماً!
برأيي أن المشكلة تكمُن في إلقاء اللوم على من حولنا، فنحن نبحث عن شمّاعة لتعليق إخفاقنا وأخطاءنا عليها دوماً، لاحظ أن من يخطئ يقول أنا أعرف أن ما صنعته خطأ، ويمكنني القيام بأفضل من ذلك بكثير، ولكنه لم يعمل بخطة الطيار أعلاه، لذا فقد الخطوات الصحيحة للتميز بالعمل الناجح!
إذا كنت تعتقد أنك أفضل من مديرك، فتخيّل أنك المدير بالفعل، تشجّع وارسم خططك بورقة وقلم، وقدمها صباح اليوم التالي بصوت مُرتفع، لا تخجل وستنجح بالفعل، شريطة أن تكون ممن ينطبق عليهم (نظام ساند)!
وعلى دروب الخير نلتقي.