سعد الدوسري
لا نريد لأحد أن يتذاكى علينا بالخلط بين الكارثة، وبين فساد المشاريع، فالجميع يعرفون الفرق. نريد من هذا الأحد وكل أحد أن يراقب المشروع الذي تنفذه إدارته، يوماً بعد يوم، ليضمن عدم التلاعب بالمواصفات والشروط والمعايير ووقت التسليم. في النهاية، هذا الرجل سيقف أمام الناس وحيداً من مدراء إدارته، وسيوجهون إليه تهمة الإهمال والاستهتار والفساد. ونفس الرجل سيقف أمام الله وحيداً في الآخرة، وسيسأله عن الأرواح التي أزهقها فساد هذا المشروع.
كل ما شاهدناه ونشاهده وسنشاهده دوماً، من حالات غرق للمشاريع، لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بكمية الأمطار. هناك دول فقيرة تمطر معظم أيام السنة أمطاراً لا يهطل علينا نصفها أو ربعها، ولكنها لا تغرق؛ لماذا نغرق نحن في شبر ماء إذاً؟!
إنَّ محاولة ظهور المسؤول أمام الناس بمظهر المندهش من غرق المدن، هو كالمصيبة الأعظم. فكيف يريد أن ينتهي المشروع، وهو لم يراقبه، ولم يقضِ على آليات الفساد التي أحاطتْ بتفيذه؟! كان عليه منذ البدء، أن يطرح سؤالاً على إدارة المشاريع:
- ماذا لو هطلت أمطار غزيرة، ماذا سيكون حال المشروع؟!
وعليه أن يسجّل كلَّ كلمة سيقولونها، لتكون بمثابة وثيقة رسمية، يدينهم بها بعد أن يحدث مثل ما حدث اليوم.
هذه الكوارث المشاريعية لن تنتهي أبداً، طالما لم نشهد عقاباً حقيقياً يقع على المذنبين. كل ما نكتبه سيذهب هباءً، وسنعيده العام القادم، مرة أخرى!!