سعد الدوسري
إذا كنت تبحث عن مُنجَز مميز، فابحث عن المخلص الذي وراءه، وسيكون بلا شك بعيداً عن الإحساس الوظيفي. هذا النمط من الأشخاص يعطي العمل حقه، لا تهمه التقارير التي تُكتب عنه، ومديح رؤوسائه، والمكافآت والحوافز التي سوف يحصل عليها.
لقد تنوعت المبادرات التثقيفية أو الخيرية، لتشمل كافة الجوانب، وهو أمر إيجابي يكشف إلى أي مدى أصبحت الأوساط الاجتماعية مرتبطة ببعضها ارتباطاً يبشر بالخير. ويبقى أن يلتفت أصحاب المبادرات إلى نوعيات الطرح وآليات العمل وتوزيع المهام على الفريق المشارك. ولا بدَّ أن المسؤولين عن هذه الفعاليات سيصدمون في كل مرَّة بأنماط لا علاقة لها بالتثقيف ولا بالخير، لا من قريب ولا من بعيد. أنماط لا هموم لها إلاّ أن يُشار لها بالبنان وأن تكون محور أحاديث الجماهير وأن توظّف هذه المبادرة لصالح علاقاتهم العامة والخاصة.
إنَّ على المؤسسات المعنية بالعمل الإجتماعي، أن تحسن إختيار العاملين في مبادراتها، فقد يُفْسدُ شخصٌ واحد، ما أنجزته فرق عملٍ كبيرة، ظلّت تعمل لفترات طويلة، بكل مهنية وإخلاص وتفان، فيجئ هذا المفسد، ليجيّر كل شئ لصالحه، وليهدم الرسالة العامة للمبادرة برسالته الانتهازية التي لا تعبأ إلا بمصالحه. وربما تتذكرون المسلسلات الكوميدية التي تسخر بالمسؤولين الذين يحضنون اليتيم أمام الكاميرات، وعندما ينتهي التصوير، نجد موظفيه «يطيحون فيه بالمخمَّسات»!! هذه تماماً، هي الصورة التي أقصدها، وهي ما تعبر تماماً عن هؤلاء الانتهازيين.