سعد الدوسري
عرضت قناة إم بي سي تقريراً عن بقايا مطار «دارين»، وهو أول مطار في تاريخ المملكة، أو على الأقل من أوائل المطارات فيها. وكانت الصور التي بثتها القناة مثيرة للحزن، فهذا المطار التاريخي لم يلتفت إليه أحد، فتحول إلى جدران متهالكة.
إن مبادرة ترميم المساجد التاريخية التي تتبناها الهيئة العامة للسياحة والآثار، هو واحدة من أهم المبادرات التي تحفظ لشبه الجزيرة حضورها المتأصل في التاريخ، وكذا الأمر بالنسبة للعديد من المواقع التاريخية المهملة في كافة مناطق المملكة، من جيزان ونجران حتى القريات وتبوك وعرعر، ومن القطيف وسيهات حتى ينبع والقنفذة، خاصة تلك المواقع ذات العلاقة بأولويات تجربة بناء الدولة، والتي يحرص زوار المملكة الأجانب على زيارتها والتقاط الصور لها. وبحكم تجربتي، فإنَّ سؤال الأطباء والطبيبات المدعوين للمؤتمرات في مدينة الرياض، لا يسألون سوى عن الدرعية وقصر المصمك وسوق الصفاة.
كتب الأستاذ جلال الأنصاري عن مطار الرفيعة أو مطار دارين ما يلي: «من المؤكد أن مطار دارين بقي قيد الاستخدام حتى عام 1350هـ، وذلك بالاعتماد على رواية الوجيه عبد الله فؤاد الذي أفاد بأن زوج والدته شغل وظيفة مترجم في مطار دارين في تلك السنة، لذا فإنني أرجح صحة الرواية التي أوردها المؤرخ علي الدرورة والتي جاء فيها بأن مطار دارين هُجر عام 1357هـ - 1939م مباشرة بعد نشوب الحرب العالمية الثانية».