سعد الدوسري
نلحظ في كل البرامج الحوارية التي تُعرض يومياً على القنوات التلفزيونية، هوةً واسعة بين الخطاب الاجتماعي وبين الخطاب الحكومي الخدماتي. وفي أغلب الأحيان، يحاول مقدمو هذه البرامج الانحياز للخطاب الاجتماعي، لأنهم يعرفون أن هذه النوعية من البرامج لن تنجح إذا انحاز مقدموها للخطاب الحكومي، كونه خطاباً متعالياً ولا يعبأ بالرأي الآخر، على الرغم من السلبيات الكبيرة التي يمارسها أصحاب الخطاب.
إن أهم ما يتناوله المهتمون بالشأن الاجتماعي، عبر كافة المنابر، وعلى رأسها البرامج التلفزيونية الحوارية، طغيان العمالة الأجنبية على مرافق أعمال التجزئة، من بقالات ومحلات بيع بضائع استهلاكية ومباسط وغيرها. وأحياناً، أشعر أن طرح هذا الموضوع بالتحديد، هو لمجرد تعبئة وقت البرامج، إذ لا نجد أية تحركات إيجابية لحل هذا الطغيان، بل إنَّ هذه الظاهرة تتفاقم يوماً بعد يوم، لتسيطر على المزيد من الأسواق. والملفت أن هذه العمالة ليست نظامية في أغلب الأحوال. وهذا يقودنا إلى عدد من الأسئلة:
*لماذا لم تؤثر حملات وزارة الداخلية في القضاء على هذه الظاهرة؟!
*من هو المحرك الأساس لها؟! هل هو غياب الرقابة، أم تحايل المتاجرين بهذه العمالة؟!
*إلى أين ستصل بنا، خاصة في ظل كشف عدد من العمال المخالفين، ضمن الخلايا الإرهابية السرية؟!
المحزن أن تمدد هذا الفيروس على خارطة العمل، يقضي على فرص أبناء وبنات البلد، ويؤثِّر على اقتصاده، بسبب الأزمات الراهنة.