سعد الدوسري
الحملة التي شنّها المواطنون على الفكر من منظور سكني، لم يأتِ بشئٍ جديد، سوى بعددٍ لا محدود من القفشات الطريفة المثيرة للضحك أو للبكاء. ولو تمعّنا ببواطن هذه الحملة، لوجدناها ترتكز أساساً على مبدأ التنفيس من جهة، أو التشفّي من جهة أخرى، لكون بعض من صنعوا القفشات، هم من سكان القصور ذوات الأربع!
لقد خلت هذه الهجمة الوطنية الممتدة لأكثر من أسبوعين، من نقد موضوعي لواقع أزمة السكن في المملكة، ومن تشخيص حقيقي لواقعها المر، ومن رؤى للحلول الممكنة والمحتملة لها. وأنا هنا، لا أعترض على كل الذين حولوا موضوع الفكر والسكن إلى دعابات، فمن حق الجميع التعبير عن أنفسهم، ولكنني كنت أود لو أن أحداً وضع إصبعه، ولو بشكل ساخر، على الفساد في منظومة السكن ككل. وسوف أعود بكم لِما تحدثتُ به قبل أكثر من سنة، أثناء حوار الزميل عبدالله المديفر معي، في برنامجه «لقاء الجمعة»، فلقد ربطت أساس أزمة الإسكان بالشبوك. ويحق لي لأن أربطها هذا الربط. فليس من المعقول أن يصل سعر الـ500 متر مربع، في بلد معظم أراضيه بيضاء، إلى ملايين الريالات.
إذاً، فالهجمة يجب أن تتوجه إلى الفساد الأكبر، فساد ملكيات الأراضي، فساد تجارة العقار، فساد ما يُسمى بالتطوير. ولكي نقطع الطريق على كل من سيعترض على هذا الرأي، سنستشهد بالرعب الذي دبَّ في قلوب العقاريين، بعد اقتراب تطبيق رسوم الأراضي.