حمد بن عبدالله القاضي
** لم يعدْ إنسانْ هذا العصرْ بسبب خطاب الإعلام الرقمي ينتظر الغد ليقرأ الخبر بالصحيفة.. بل لم يعد متسمراً أمام التلفزيون ليشاهد نشرة الأخبار.. أضحى الخبر يأتيك في ذات لحظة وقوعه فالجهاز الذي في جيبك ينقل إليك الخبر قبل أن يرتدّ إليك طرفك.
على مستوى الرأي المتّفق معك أو المضاد لطرحك يجيء إليك رد الفعل حال تقديم رأيك بل أحياناً حال رفْع يدك من أزرار ((جهازك الكفّي)) أصبح المتلقي لا يتلقى الحدث بل أضحى يشارك في صنعه.
حتى قياس الرأي العام في مشهد الإعلام اليوم أصبح فعلاً يأتي عبر الجهاز الذي بحجم كفك.. ومواقع التواصل الاجتماعي ((ما قصّرت)) فهي تعطيك الرأي الآخر حال رحلة ((تغريدتك)) إلى عيون المتلقين.
من هنا تأتي خطوة وخطورة ((الإعلام الجديد)) لكي نوظفه فيما يخدمنا ويخدم الوطن، ونفيد منه في التفاعل مع حراك المجتمع بشكل إيجابي.
وقبل ذلك وبعده يلزم: بثّ خطاب توعوي يقول للجيل الجديد: إن هذا الإعلام الرقمي الجديد لا يعني الانفتاح عليه، والمشاركة فيه، إنه باب مشرع لندخل فيه كل ما نريد، وكلّ ما تهوى أنفسنا، بل هو إعلام بقدر ما فيه من حرية فإنها حرية مراقَبة لا تقفز على الثوابت سواء كانت دينية أو وطنية أو أمنية، كما يلْزم بث ((حقيقة مهمة)) نودعها في أفئدة الجيل الجديد ممن يتعاملون مع الإعلام الجديد وهو: أنه لا يوجد في الدنيا إعلام حر 100 % بل إن هناك خطوطاً حمراء لدى كل أمة وفي كل ملة بحيث لا يجوز إطلاقاً تجاوزها، فالحرية مقيدة لكيلا يكون الإعلام فوضى، فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يمسّ الإعلام الأمن القومي، وفي بريطانيا ينال العقوبة كل من يلامس مصلحة بريطانيا العليا.
الإعلام الجديد ليس صحيحاً بلا رقابة بل عليه رقابة السلطة ورقابة الناس وقبل ذلك رقابة الإنسان في طرحه!.
=2=
** معرض جدة للكتاب
وتحقيق تطلعات الزوار**
** كتبت بهذه الصحيفة مقالاً تحت عنوان: «معرض جدة للكتاب: حلم تحقق وتطلعات منتظرة»، وطرحت فيه بعض المقترحات حول ما يتطلع إليه المثقفون والرواد من هذا المعرض ليشكل إضافة للحراك الثقافي بالوطن.
وقد سرني عندما أبلغني أخي العزيز د. سعود كاتب - رئيس اللجنة الثقافية بالمعرض أن ما أشرت إليه بالمقال سيكون حاضراً بالمعرض فهذه المقترحات موضع اهتمام مسؤولي المعرض، حيث أشار إلى أن الطفل والمرأة سيحظون بكل الاهتمام من خلال الكتب المعروضة، والمناشط المصاحبة كما سيتم إعطاء الفرصة للشباب للمشاركة بالفعاليات وورش العمل كما تم اختيار دقيق لدور النشر المشاركة لمواكبة آخر المستجدات في صناعة النشر والعمل الثقافي.
من هنا فإنني متوشح بالتفاؤل أن «معرض جدة الدولي للكتاب» سيحقق بإذن الله النجاح المأمول ليعطي مع شقيقه معرض الرياض الذي يحقق التألق عاما بعد عام.. أنصع الصور عن انطلاقتنا الثقافية وليلبيّ تطلعات زواره من أبناء الوطن وغيرهم بما سوف يعرضه من أحدت الكتب، فضلاً عن مناشطه المنبرية وحسب المعرض أن وراءه سمو الأمير خالد الفيصل وسمو الأمير مشعل بن ماجد ومعالي د. عادل الطريفي وكلهم مهتمون ومعنيون بالشأن الثقافي.
=3=
**آخر الجداول**
للشاعر خالد الفيصل:
((ولاني بندمان على كل مافات
أخذت من حلو الزمان ورديه
هذي حياتي عشتها كيف ماجات
آخذ من أيامي وارد العطيه))