حمد بن عبدالله القاضي
مطالبة بعض الزملاء بالشورى، بتخفيض تكاليف ورواتب العمالة المنزلية مطلب حق، لكن تأخر كثيراً؛ لأن السؤال الآن: أين هي العمالة المنزلية حتى نبحث تكلفتها في الوقت الراهن، فالمشكلة الأهم حالياً: ندرة العرض وصعوبة الاستقدام وعدم مجيء العمالة المنزلة المطلوبة! لذا نشأت الآن سوق سوداء بدلاً من وجود سوق نظامية عبر المكاتب كما كان في السابق!
ووصلت أجور العمالة المنزلية في السوق السوداء إلى أربعة وخمسة آلاف ريال شهرياً، ووصل نقل الكفالة إلى ما يقارب أربعين ألف ريال أو تزيد.
فهل تقارن هذه التكاليف الباهظة بتكاليف استقدام هذه العمالة بشكل رسمي عن طريق المكاتب، سواء من ناحية الأجور أو تكلفة الاستقدام، فالإشكالية الكبرى هي «ندرة العمالة»، فأصبح الطلب أكثر من العرض، فنشأت زيادة التكاليف والأجور، ومما يزيد الأمر سوءًا، أن الأمر ليس بأيدينا داخلياً، لا وزارة العمل ولا اللجان ولا المكاتب أو الشركات.
الحل بيد الدول المرغوب بعمالتها المنزلية «إندونيسيا والفلبين»، فالأولي منعت عمالتها، والثانية سمحت بنزر يسير، وفضلاً عن ذلك لا تأتي إلا بعد أشهر طويلة وقد لا تأتي!
من هنا، فإن طرح تكاليف العمالة المنزلية تأخر كثيراً وهو منطقي ومطلوب، عندما كانت هذه العمالة تتدفق على بلادنا و»تخيّر يا مواطن»، أما الآن فتكاد أن تكون كالكبريت الأحمر ندرة، والحل مرة أخرى لدى إخوتنا في عاصمة «إندونيسيا» و»مانيلا»! و»اللي عقّد روس الحبال يحلها»!
2
أ. خالد المالك وفوز مستحق
سرني كثيراً -وبعيداً عن عاطفتي- فوز الأستاذ الرائد القدير خالد بن حمد المالك «بجائزة البحر الأبيض العالمية بإيطاليا»، وهي جائزة دولية كبرى يستحقها هذا الرجل الذي قضى نصف قرن في خدمة الصحافة والإعلام والثقافة بوطننا، وفي موقع واحد، وهو صحيفتنا «الجزيرة» التي كانت وما زالت علاقته بها علاقة «توأم سيامي».. علاقة مؤطرة بالإخلاص والحب.. كانت هي سر عطائه وبقائه، وسر ما وصلت إليه «الجزيرة» من تطور تحريري ونجاح تسويقي وإعلاني.
لقد أصاب رئيس منظمة البحر الأبيض العالمية بإيطاليا كثيراً، عندما قال عن أسباب فوز أستاذ المالك بالجائزة «أن الأستاذ المالك خرّج أجيالاً من القيادات الإعلامية، تعلموا في الجزيرة روح الوسطية والاعتدال»، وهذا هو نهج هذا الوطن الذي ترسمته «الجزيرة».
فضلاً عن كل ذلك فإن ما يمتاز به «أبو بشار» على مستوى شخصي من دماثة الخلق وجميل الوفاء ومضيء السجايا والعلاقة الوثيقة له مع أطياف المجتمع كافة، وقد صدق الكاتب أستاذ عبده الأسمري، عندما وصفه بـ»الابن المواطن حتى الثمالة والعاق لكل فكر يخرج عن روح الاتزان».
وفقه الله للمزيد من العطاء وخدمة صحافة الوطن وإعلامه.
آخر الجداول
تأملوا هذا البيت المشع بالفأل الذي يُشرع فضاءات الأمل:
«سيفتح الله باباً كنت تحسبه
من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاح»
اللهم افتح لنا أبواب السعادة.