سعد الدوسري
الجائزة الأجمل بالنسبة للكاتب، هي أن يظهر للعيان أن ما كان يطرحه هو الحق، وما كان يطرحه المسؤولون وحاشيتهم من الإعلاميين الانتهازيين، هو الباطل.
لقد ظلَّ العديد من الكتّاب يحذرون من نظام ساهر، معتبرين إياه نظام جباية لفئة معينة على حساب المواطنين المغلوب على أمرهم من حيَلهِ الماكرة التي لا يستطيعون مواجهتها، لكونها مدعومة من المسؤولين. وكان الإنتهازيون يدافعون عن نظام ساهر، ويعتبرون من يهاجمه متخلف حضارياً، لأنه هو الوحيد الذي سيضع حداً لتجاوز السرعة والمخالفات المرورية. وحينما كان الكتاب يسألون هؤلاء الانتهازيين:
- ولماذا لا يضع المرور كاميرات لمراقبة الطرق السريعة، لوضع حد لمخالفات الشاحنات التي ليس بالضرورة أن تتجاوز الـ120 كلم، ولكنها تمارس مخالفات أفضع وأبشع من ذلك، مما رفع نسبة الحوادث المميتة إلى نسب خيالية؟!
فإنهم لا يجدون جواباً، وذلك لأن الجباية عند البعض أهم من الأرواح.
اليوم، كشف مصدر مسؤول في المرور عن خطة لتطوير نظام ساهر، وبيّن أن آليات التشغيل ستختلف عما كانت عليه من قبل، مفيداً بأن التنظيم الجديد يرفض بشكل قاطع إخفاء الكاميرات خلف الكباري والجسور ووسط الأشجار وغيرها، مؤكداً أن الهدف ليس الجباية من الناس وتصيدهم، بقدر ما هو للحد من الحوادث المرورية ورفع مستوى الوعي لدى السائقين.
إذا ثَبتَ هذا المصدر على موقفه، فإنه سيكون متحدثاً بلسان كل الناس، باستثناء الانتهازيين الذين سيصمتون صمت «أبو الهول»!