سعد الدوسري
تعليقات بعض الشباب على رقص مجموعة من «الشيّاب» في سامري أو في خطوة أو في دحّة، تحمل نوعاً من الغيرة لا شك، كما تحمل شبهة صراع أجيال. والأهم من ذلك أنها تعكس جهلا بالقضايا الطبية. فالشباب يفترضون أن الكهل الذي يرقص في العرس بعد العِشاء، لا مبرر لأدائه صلاة الفجر على كرسي. والحقيقة أن هذا الكهل يستطيع (كما يقول الأطباء) أن يرقص واقفاً، لكنه لا يستطيع أن يثني ركبتيه للركوع أو للسجود، لذلك من الأفضل أن يؤدي الصلاة على كرسي.
الرقص في ليالي السمر، لازم الإنسان في حياته كلها. إنه تعبير عن مجموعة مختلطة من المشاعر التي يكون الفرح أبرزها، وقد يكون الحزن أحدها. وفي التراث الشعبي المحلي، هناك عشرات الألوان من الرقصات التي يصاحبها إيقاعات تمثل الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الشرق. ولا يذكر أحد أن هناك مَنْ اقتحم حفلاً شعبياً، و»تلَّ» شاباً أو كهلاً من رقبته وساقه إلى التوقيف، أو أن هناك مَنْ «طبَّ» وسط فرقة شعبية ومزّق «الطيْران» أو كسر «الأزيار». ولو أن هناك سابقة من هذا النوع، لما شهدنا هذه الألوان الشعبية، وما يرافقها من إيقاعاتٍ ملهمة، تقود الراقصين إلى الحلبة تباعاً، سواءً كانوا شباباً أو أطفالاً أو كهولاً أنهك الروماتيزم ركبهم.
الفرح حق من حقوق الجميع، يجب ألاَّ نصادره على الصغير أو على الكبير. ليس من حق أحد أن يغلق الأبواب في وجه الفرح، وأن يعمم حياة التجهم التي يعيشها، على كل الناس.