سعد الدوسري
يجب على المؤرخين أن يبحثوا في مصطلح «طقطقة»، وأن يكتشفوا مَنْ هو مؤسسه الأول، ومن بدأ في نشره في الأوساط الإلكترونية، ومن ساهم في توسيع انتشاره بين كافة الفئات المتحاورة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
بشكل لغوي سريع، نستطيع أن نقول بأن أصل «طقطقة»، هو «الطق». والطق الاسم هو صوت الضفدع أو صوت حجر وقع على آخر. والطق الفعل هو الفرقعة. هذا بالفصحى. أما باللهجة الدارجة، فالطق هو الضرب، والطقطقة هي الضرب أكثر من مرة، أو تكسير العظام والأغصان. وربما تكون هذه المفردة، من أشهر المفردات في الوسط الرياضي خصوصاً، وهي أيضاً متداولة خارجه، وخاصة في الأوساط التي تحتمل متنافسين، كالأولاد والبنات، أو كالمفحطين ورجال المرور، أو كالمعاكسين ورجال الهيئة، أو كالعجائز فيما بينهم.
لماذا يحاول البعض أن يعتبر الطقطقة ملمحاً سلبياً؟!
لأنها قد تمسهم بشكل ساخر أو تمس ميولهم أو أعمالهم. أما إذا فعلتْ العكس، فإنهم يعتبرونها إيجابية.
بعض الباحثين الاجتماعيين، يعتمدون على المحتوى الوارد في الطقطقة، في قياسات الرأي العام، كونها حافلة بالمعلومات وبالتناقضات وبالأحداث، بغض النظر أنها تعجب فئة ولا تعجب فئة أخرى. والبعض الآخر من الباحثين، يرى الطقطقة بديلاً للنكتة، وأنها استطاعت أن تسهم في إسعاد مختلف الشرائح الاجتماعية، وفي التخفيف من الضغوطات النفسية والاقتصادية التي يعيشونها.
اليوم، سأكتشف المواهب الكامنة لدى زملائي الكتّاب الجادين، الذين سوف يطقطقون بلا شك على هذا المقال.