سعد الدوسري
يحرص المختصون بشؤون الخطط التنموية على اعتبار فئة الشباب عنصراً مهماً في الدراسات التي يطرحونها، كونهم الحجر الأساس للمستقبل. وبالتالي، فإنهم يغرقونهم دوماً بالاستبانات التي ترصد رغباتهم وآراءهم وآمالهم. والغريب في الأمر، أنه بعد تحليل هذه المعلومات، تجد المعنيين يحرصون كلَّ الحرص على اعتبار الفئة العمرية التي تجاوزت مراحل الشباب ودخلت مراحل عمرية متقدمة جداً، هم الموجّه لخططهم والمؤثر على توجهاتهم التنموية. ربما لأن المخططين ينتمون لهذه الفئة أو لأنهم يفكرون بالواقع وليس بالمستقبل.
الكثيرون يقدرون محاولات وزارة الشؤون الإسلامية لوضع آليات موحدة تلتزم بها جميع المساجد، ويعرفون أن القائمين على المساجد لا يلتزمون بها، فهم لا يفكرون بالمستقبل ولا بالشباب الذين سيعيشون فيه. هؤلاء الشباب لديهم مقترحات بناءة لتوحيد الآذان، كما هو معمول به في بعض الدول الإسلامية، لكن القائمين على المساجد يرفضون هذا الاقتراح، وكأن المساجد مُلكٌ لهم، أو كأنهم سيُعمّرون فيها. الشباب يطالبون برفع الآذان والإقامة فقط في مكبرات الصوت، مراعاة لظروف الذين يعيشون حول المسجد، من أطفال ومرضى، وإنقاذاً لهم من مضاعفات مكبرات الصوت المبالغ في رفعها، وايضاً لا حياة لمن تنادي.
إن مسجد فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، رحمه الله، ملتزم أثناء حياته وبعد مماته، بإغلاق مكبرات الصوت بعد الإقامة، لكن كلَّ من يحترمونه لا يقتدون به، إلى درجة تضطر عائلات الأطفال المصابين بالتوحد إلى الإنتقال من حي إلى حي، بحثاً عن مسجد هادئ.