د.عبدالعزيز العمر
في ظل نظامنا التعليمي الحالي، واستناداً إلى ما هو سائد اليوم في مجتمعنا من بعض الممارسات والقيم والعادات المجتمعية المعيقة للإبداع والإنجاز، فإني سأبقى أشك في أن ينجح نظامنا التعليمي الحالي في إنجاب علماء مبدعين، وتحديدا في مجال العلوم والرياضبات (عصب التنمية).
هل يعني هذا أن نستسلم لهذا الواقع الاجتماعي التعليمي؟ بالطبع لا، ولكن من المؤكد أن مجرد إحداث تطوير محدود هنا وتغيير هناك في بعض جوانب تعليمنا لن يكون هو الحل المطلوب، الحل في ظني هو أن ننجح في إحداث تغيير تعليمي جذري لا يبقي إلا على الثوابت التي لا يختلف عليها اثنان.
وفي اعتقادي أن من أهم جوانب التغيير المطلوبة في هذا الشأن هو أن نوسع من دائرة الخيارات المتاحة أمام طلابنا، فبقدر ما تتنوع وتتعدد الفرص التعليمية المتاحة للطلاب بقدر ما تكون إنجازاتهم وإبداعاتهم عالية ومميزة، مشكلة تعليمنا العام اليوم هو أنه يعطي قيمة عليا للتطابق والتمثل بين مخرجاته، وبسبب ذلك أصبحت مدارسنا تطبّق نموذج المصنع الذي ينتج قطعاً متطابقة، وأية قطعة تخرج من خطوط الإنتاج مختلفة عن النمط العام للقطع يتم إتلافها فوراً، ولو قدر لك أن تتابع خطوط إنتاج هذه الصحيفة التي بين يديك لوجدت أن هناك نسخاً محدودة منها يتم إتلافها فور خروجها من خط الإنتاج لكونها مختلفة عن النمط العام المقبول لإخراج الصحيفة.
تخيل لو أن مدارسنا الثانوية تنوّعت في برامجها، فهذه مدرسة تؤكد على العلوم وأخرى تركز على الرياضيات، وثالثة على اللغات.
لدينا اليوم مدارس ثانوية تركز على حفظ القرآن، وهذه إحدى صور التنوع في الفرص.