د.عبدالعزيز العمر
الوهميون المشار إليهم في عنوان هذه المقالة، هم أولئك الذين حصلوا على درجة علمية عالية بطريقة (أي كلام) ومن جامعة (أي كلام). أحدهم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة عربية في بلد إفريقي، علماً بأنّ مدة إقامته في هذا البلد لم تزد عن الشهر. والغريب أنه تقدم إلى وزارة التعليم يطلب معادلة الدكتوراه. بالطبع تم رفض معادلة شهادته، ولا تظن عزيزي القارئ أن هذه حالة نادرة، بل تحدث كثيراً. هذا الشخص وأمثاله لا يتوقعون بالطبع أن تتم معادلة شهاداتهم، ولا يتوقعون أن تسهم درجة الدكتوراه التي حصلوا عليها في تحسين أوضاعهم الوظيفية. إذاً لماذا يدخل هؤلاء الوهميون في مثل هذا المشروع الفاشل؟ إنهم يستميتون في البحث عن الوجاهة والمكانة الاجتماعية في مجتمع شغلته الألقاب الرنانة الفارغة وغرق في الشكليات والمظهريات، فأصبح يقيّم الشخص ويوظفه ويقدمه بحسب شهادته حتى ولو كانت مضروبة. إن حصول الوهميين على الدكتوراه الزائفة هو مجرد اكسسوار اجتماعي يضاف إلى السيارة الفارهة (المقسطة) والبشت ذي الزري العريض، وقد تكون الدكتوراه الوهمية جسراً لوصول الوهميين إلى مواقع صُنع القرار، خصوصاُ إذا توفر لهم الوسيط النافذ يذهب الوهمي في الإجازة الصيفية للسياحة بصحبة عائلته (إن لم يكن منتدباً)، وهناك يمر مرور الكرام على ما يسمّى المشرف الأكاديمي، وخلال ثلاث سفريات صيفية يحصل على الدكتوراه. في الوقت الحاضر أصبح الوهميون بكثرة الجراد، لكن وزارة التعليم ستبقى حصناً منيعاً يحمي مؤسساتنا التعليمية من أمثال هؤلاء، فشكراً لها.