سعد الدوسري
يواجه العاملون في المجال الفني تهميشاً أزلياً من قبل كافة المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات المعنية بدعم هؤلاء الفنانين، مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام. لقد شهدنا في الفترات الماضية بروز أسماء شبابية، في مجال السينما ومجال المسرح، وهما ليس كالتلفزيون الذي يستوعب أشباه الموهوبين، ويحولهم إلى نجوم، بل هما مختبران صارمان للموهبة الحقيقية، سواءً على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي.
ورغم هذا البروز، إلا إنَّ أولئك المبدعين يعيشون فترة توهج محدودة، ثم يختفون عن المشهد، لأن دعمهم وتبنيهم غائب عن الفعل الرسمي، مما يبث اليأس في قلوبهم، ويحولهم إلى باحثين عن لقمة العيش، في دوائر لا علاقة لها بالفن.
من يجب أن نحاكم، في هذه الحالة؟! هل نحاكم ثقافتنا التي ترفض الفن؟! هل نحاكم مؤسساتنا المنشغلة عن دعم الفنانين، بالمشاريع والبرامج الترويجية الساذجة، والمحسوبة على العلاقات العامة وتمجيد الأفراد؟! هل نحاكم الإعلام الذي ترك مهامه الأساسية في تكريس الفن الحقيقي، وانصرف لأخبار المغنيات والممثلات الإستعراضيات، لكي يجد من يشتريه ومن يعلن فيه؟! هل نتحول أمام هذه السلبيات إلى طيور نعام، نخفي رؤوسنا في الرمل، ونترك الحال على ما هي عليه؟! إن رضوخنا للنظرية التي تقول بأن الفن الراقي لا يجد سوقاً، هي رضوخ لصناَّع الفن التجاري الهابط، فهم الذين وضعوا هذه النظرية لكي يفرغوا المجتمع من وعيه، وليقودوه إلى شبابيك التذاكر، التي هي منجمهم ومصدر ثرواتهم.