عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة.. يعتبر إلغاء عقد المدرب ديسيلفا خطوة في الطريق الصحيح ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه حتى ولو كان متأخراً فالتعاقد معه من الأساس لم يكن موفقاً، وعودته من جديد من خلال إدارة هي نفسها من ألغت عقده وأحضرت المدرب الإيطالي زينجا في خطوة يصعب إلى اليوم ان تجد تفسيرا مقنعا لها.
ورغم عدم قناعتي الشخصية في عمل واسلوب المدرب ديسيلفا إلا ان الواجب احترامه وعدم إلقاء ألفاظ لا تليق او تسلب اسمه كمدرب، واليوم غادر المدرب ديسيلفا بخيره وشره ولكن هل يمكن اختزال مشاكل النصر والفريق الاول في شخص المدرب فقط ام ان هناك عوامل أخرى أوصلت الأمور والتدهور والضياع إلى ما وصلت إليه؟.
فالمدرب وأي مدرب ما هو الا عنصر مكمل وله أداؤه وعمله المحدد، وتبقى الأمور الأهم والأكثر أهمية على عاتق الادارة ومن يعمل بها في جميع المراكز ومشكلة النصر الحقيقية التي نادرا ما تأتي على بال او خاطر من يقيم الامور هي غياب الاستراتيجيات وخطة العمل والتخطيط حسب متطلبات الفريق والاحتياجات الضرورية والإعداد السليم لأي عمل يتطلب تكريس الجهود لإنجاحه، وكانت هذه الخطوات الغائبة قد تلاشت بل انعدمت منذ رحيل المدرب الأمير (كارنيو) ومن هنا يتأكد انه خلف تحقيق جميع البطولات الثلاث الاخيرة، فالعمل القائم في النادي واضحة انه مبني على الاجتهادات والفزعات، وأكبر دليل هو سوء الاعداد بعد الاجازة وما تبعه من سقوط من البداية الضعيفة في دوري عبداللطيف جميل وحتى الخسارة المذلة من الاهلي وأكملها بالخروج من كأس ولي العهد مؤخرا وكل هذا السقوط والانهزامية وضعف الأداء يكتفي فقط بإبعاد المدرب ديسيلفا والآن بعد ان ذهب وحضر غيره هل يعتبر الحل وإنهاء المشاكل، وهذا ما لا أعتقده فحقوق اللاعبين والعاملين ومكافأة الفوز بالبطولة ومقدمات العقود إضافة الى حقوق مديري الأعمال الذين لهم التأثير الكبير على اللاعبين، فالحقوق وإنهاء المديونيات أهم بكثير من إبعاد أو إحضار مدرب إضافة إلى ضعف الإشراف الإداري وعدم وجود الرجل القوي والمسيطر على بعض اللاعبين في الفريق، فاليوم النصر يغرق في المشاكل والازمات وغياب العمل الاحترافي وكثرة المشاكل، وديسليفا ليس الا جزء من المشكلة وليست المشكلة بكاملها.
احتجاج الهلال غلط
لا أعتقد أن الهلال قد وفق اطلاقا عندما ذهب وسعى لأن يستعيد خسارة الفريق للبطولة الآسيوية من خلال احتجاج لم يكتمل الاضلاع ولم يستند الى مخالفة انضباطية أو فنية واضحة وتشبيه الحالة بحالة فريق السد عام 2012 مع الفريق الأيراني وسحب النتيجه مختلف تماما عما تذرع به الهلاليون فعندما يلعب المباراه لاعب وهو يحمل كرتين مسجله في السكورشيت ومثبته هنا يختلف الامر ولكن ان تحتج ضد لاعب مسجل اسيوى بعدما كان مسجل محلي وباذن من الاتحاد المحلي والقاري وما لا يدركه الهلاليون ان الامارتيين يعملون باحترافية وبعمل مؤسساتي وبنظام شركات ومن الصعب ان تجد عندهم ثغرات او مخالفات رغم ان الخطأ وارد في اي عمل ولم أتمن أن تصعد الامور الى درجة الاحتقان والتشكيك في مصداقية الآخرين وخروج الهلال ليس نهاية العالم ولديه انطلاقة آسيوية جديدة بعد اربع أشهر من الآن تقريبا ولو كنت مكان رئيس الهلال لاقفلت موضوع الاحتجاج نهائياً وركز الفريق على الاستحقاقات حيث لديه مشاركات عديدة ومهمة فهل يستمع الهلاليون الى نصيحة محب وترك السير خلف السراب والذي سيفقد الفريق واللاعبين التركيز الذهني ثم يضيع كل شيء فلا بلح اليمن ولا عنب الشام.
نقاط للتأمل
- اعتراف رئيس نادي النصر بالاخطاء ليس الحل ولكن جزء منه فأين الحلول ولماذا ارتكبت كل هذه الأخطاء بعد كل هذه الإنجازات خلال الموسمين الماضيين وهل التعاقد مع المدرب الجديد كفيل بعودة الفريق الى مساره الطبيعي؟ لا اعتقد
- يجب ان يدرك كل نصراوي ان هذه الادارة والتي اوصلت الامور الى ما وصلت اليه في فريقها هي من تحققت البطولات في فترتها وبوجودها، لكن رحيل المدرب كارنيو يؤكد انه الشخص الذي تجير البطولات والانجازات له تحديدا.
- تعامل الاتحاد السعودي في قضية احتجاج الهلال بكل برود بعكس بعض الإعلام والقنوات والأشخاص وذلك ادراكا منه ان الاحتجاج لا يستند الى قاعدة صلبة وان اللوائح في كل بلد مختلفة ولا يمكن أن يخرج عن لوائح الاتحاد القاري.
- قلتها وأكررها ان عودة الهلال مرتبطة في تجديد دماء الفريق وابعاد من لا يهمه الا مصلحة نفسه ومحدودي الثقافة وان لا تساند الادارة اخفاق اللاعبين بتبريرات وهمية واختلاق الاعذار لهم فالاحتراف وتطبيق أنظمته كفيل بعودة الامور الى ما كانت عليه.
- احضرت الادارة النصراوية اللاعب نايف هزازي في صفقة حملت رقما خياليا جدا كان من المفترض ان يكون اكبر حافز لمضاعفة جهده وتقديم نفسه من جديد الا ان اللاعب خذل كل من راهن على صفقته وخذل فريقه عندما احتاجه في غياب المهاجم الاول السهلاوي فهل يتخلص النصر من لاعب اصبح عالة عليه؟؟
- اليوم تقام المباراة المنتظرة بين الاتحاد والهلال في لقاء يتوقع الكل ان يكون مثيرا وقويا بين العميد والزعيم في وقت اشتاقت الجماهير الرياضية لمشاهدة مباريات الكلاسيكو على أن يبتعد اللاعبون عن اثارة المشاكل والنرفزة والاحترام والتعاون مع حكام اللقاء وهذا ما يتمناه الكل.
- يجب ألا يرتفع سقف الطموح لدى جماهير ومحبي فريق النصر حتى ولو تم استبدال المدرب واحضار مدرب عاطل ولا يملك الخبرة الكافية او الانجازات وعمره التدريبي قليل جدا إضافة إلى استمرار العنصر الاجنبي الضعيف وبعض اللاعبين المحليين منتهي الصلاحية.
- امتناع اللاعب الخلوق حسن معاذ عن تحقيق رغبة المشجع للإساءة لفريق منافس يدل على العقلية الناضجة للاعب وما يحمله من فكر واحترام الآخرين بعكس المدافع والحارس الذين عكس تصرفهم وصياحهم ضعف ثقافتهم وجهلهم وتخلف علقياتهم اللهم لا شماتة.
خاتمة:- اللهم احفظ الإسلام والمسلمين واحفظ بلادنا من كيد الكائدين ووحد كلمة ابناء بلادنا ووفقهم لرضاك وأدم علينا نعمة الأمن والأمان واحفظ قادتنا وعلماءنا إنك على كل شي قدير.
وعلى الوعد والعهد معكم احبتي من كل يوم جمعة عندما نلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي أو على الخير دائما نلتقي.