عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة في كل يوم تكشف لنا الأحداث و المعطيات دروسا وعِبرا، و لكن الادهى و الامر انها تكشف لنا بعض الوجوه الاخرى للبعض من خلال التعاطي و الطرح، واحيانا تصل الى درجة التشفي، وما يؤسف له ان حادثة ثلاثي المنتخب قد اخذت بعدا غير مسبوق من حيث اسلوب الطرح او سذاجة من حاول ان يدخل في القضية من باب الاقتراح.
والغريب انها وصلت الى درجة انها اصبحت الجوهر في البرامج في بعض القنوات، بل خصص برنامج لمناقشة القضية وكأنها مشكلة العصر رغم انها سبق و ان حدثت بل اكثر و اكبر من هذه المشكلة ولم تأخذ ذلك البعد، فالخطأ وارد و التجاوزات موجودة على كافة الاصعدة، و لكن غير الموجود هو ذلك النقاش الحاد و التشهير و المقترحات و الافتراضات غير الواقعية، فكل ما في الامر تجاوز غير مقبول و مخالف للتعليمات، و في النهاية عقوبة مستحقة حسب المخالفة بدون المساس بالاشخاص او كرامتهم او انسانيتهم فكلنا خطاؤون و خير الخطائين التوابون. والله المستعان في كل الاحوال.
الخويا يذيق الهلال نفس الطعم
في البداية نبارك للرياضة السعودية و للهلال وعشاقه الفوز و التأهيل للمرحلة التالية من كأس امم اسيا و تجاوز القادم و التأهل للمباراة النهائية وقد استطاع الهلال تأكيد علو كعب الاندية السعودية على الاندية القطرية و الخليجية بصفة عامة، و لكن ماحدث في لقاء الثلاثاء الماضي في الدوحة من خلال لقاء فريق الخويا و الهلال من مخاشنات و انفلات و اسلوب خارج اسلوب اللعب النظيف حتى وصل الى المدرج والمساس والتعدي على الجماهير يؤكد ما سبق من احداث ليست الاولى ولن تكون الاخيرة لفريق الخويا الذي لا يمكن ان ينتصر او يتجاوز اي فريق سعودي الا باسلوب خارج عن اللعب النظيف، و قد يكون البعض قد ضحك كثيرا و اسفهل و كبر مبسمه عندما خرج اللاعب ابراهيم غالب بإصابة متعمدة ومقززة في نفس الوقت من احد لاعبي فريق الخويا في لقاء الدوحة و عاد نفس الفريق لاسلوب المخاشنة والاستفزاز في لقاء الرياض، والذي خسره النصر مما جعل انفلات بعض اللاعبين خارج السيطرة و نتج عنه ايقاف لاعب النصر ادريان، ورغم انني ضد اي لاعب يتهور ويحصل على حقه خارج النظام الا ان اسلوب لاعبي فريق الخويا يخرج اللاعبين عن طورهم و عن اجواء المباراة و هذا دائما ما يبحث عنه اللاعب و الفريق العاجز عن مقارعة الكبار، وما الاحداث الاخيرة التي شوهت اللقاء الا وتؤكد ان ما حدث ليس الا بسبب لاعبي الفريق الذي خرج مؤخرا من البطولة، فليس كل مرة يستطيع تجاوز المنافسين بذلك الاسلوب الخارج عن الروح الرياضية، و الذي ذهب ضحيته عدد من اللاعبين، وسابقا قيل ليس كل مرة تسلم الجرة وكل بطولة والمجمعين على خير.
نقاط للتأمل
- أعتقد ان العقوبة التي اتخذت ضد ثلاثي المنتخب مقبولة وواقعية فخطأ اللاعب لا يتحمله النادي او اي جهة اخرى، بل اللاعب نفسه و هنا لا يمكن الا من مدخوله الشهري حتى لا تتكرر مرة اخرى.
- في دورة الخليج الاولى في البحرين خرج معظم لاعبي المنتخب وحصلت تجاوزات و هذا قبل أربعين عاماً على الاقل، و منذ ذلك الوقت و المخالفات و التجاوزات موجودة وتحصل، و لكن يتم معاقبة المتجاوز بدون تشهير و طرح غير منطقي والمساس بالاخرين.
- مبروك للهلال والهلاليين و للرياضة السعودية الفوز الهلالي و التأهل اسيويا و كل ما يتمناه عشاق المستديرة ان يواصل الزعيم انتصاراته و ان لا يساير من يحاول اخراجه داخل الملعب او خارجه عن الهدف الاسمى و المنافسة الشريفة للعبة، وهذا الاسلوب حيلة العاجزين.
- رغم تطور اليابان في جميع المجالات و تعتبر من الدول العظمى في كل شيء الا انها عجزت و لم تستطع ان تخرج لنا حكما تفتخر فيه، او يكون مميزا مثل بلده فكل حكم من اليابان يسقط و يسجل فشلا ذريعا من حيث الاداء و ضعف الشخصية و القرارات العجيبة.
- أعتقد ان كل شيء سيتغير في نادي الاتفاق السعودي فعقلية الرئيس الشاب الجديد تواكب المتغيرات والتعاطي مع الاحداث والقبول بالرأي الاخر و من هنا اتوقع ان يعود فريق الاتفاق سريعا و اقوى من الاول و هذا مايتمناه الشارع الرياضي السعودي بكامله
- تتواصل مديونيات الاندية و تسجل يوما بعد يوم ارقاما مخيفة و مطالبات غير مسبوقة، و مع ذلك تتواصل عمليات المباهاة والبذخ والصرف غير المقنن و في النهاية يغادر الرئيس و ادارته بكل برود وبدون مساءلة، و هذه احدى معضلات و مشاكل الرياضة السعودية.
خاتمة
- السعادة التي تضعها في جيوب الآخرين تأكد سيأتي اليوم الذي توضع لك السعادة في طريقك وأنت لا تشعر، فالجزاء من جنس العمل!!!
و على الوعد و العهد من كل يوم جمعة ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.