عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة، يوماً بعد آخر تثبت الأيام أن اتحاد القدم المنتخب مع الأسف هو أبو المصائب، وأن الأندية الرياضية السعودية ضائعة وتائهة بسببه، وسبق أن ذكرت وفي أكثر من مناسبة أن اتحاد الكرة لدينا ضعيف وضعيف جداً، والمصيبة الكبرى أن الأندية وبعض رؤسائها أقوى بكثير من اتحاد اللعبة، وقد أثبتت الأحداث والوقائع ما سبق ذكره، ولكم في قضية سعيد المولد عِبرة وأكبر مَثل، فاتحاد لا يستطيع حل مشكلة بسيطة للاعب أقل من عادي بين ناديين في مدينة واحدة.. ماذا تنتظرون منه بعد ذلك؟؟.. وهل ما زال للأمل بقية في هذا الاتحاد الذي احتضر وانتقل إلى جوار ربه قبل أن يُولد، وبكل أمانة هذا الاتحاد هو الشريك الأساس، بل الداعم الأكبر لمصائب الأندية وتفاقم مشاكلها الكثيرة المادية أو الإدارية أو حتى القانونية، حتى أصبحت أروقة الفيفا ولجانه تعج بالمشاكل والشكاوى على الأندية السعودية، والمؤسف والمؤلم أن معظم أعضاء هذا الاتحاد، هم من رجالات الأندية، ومن الوسط الرياضي.. وكل واحد منهم له تاريخه وإنجازاته، ويملك من الخبرة ما هو كفيل بعمل مميز، إلا أنه مع الأسف ما نشاهده وما وصلت إليه الأمور يدل على ضعف العمل وكثرة المشاكل والتنافر والتباين في الآراء بين الأعضاء والتناقضات والحرب الخفية بينهم والاحتجاجات المبطنة، وكل هذا والجميع يئن ويندد ويصيح ويُعلّق، والرد الوحيد والمقنع أنه اتحاد منتخب مع الأسف.. هذا هو الاتحاد وتنشد عن الحال هذا هو الحال.
اتحاد القارة يقع في المحظور
أعتقد أننا جميعاً متفقون حول عباطة وعناد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فبالرغم من اتخاذه بعض من القرارات غير الموفقة من وجهة نظرنا، ورغم التحفظ الكثير على هذا الاتحاد والتباين الواضح والجلي للجميع، ولكن من مبدأ حسن النية والتماس العذر أحياناً لمن يعمل، ونعتبر الخطأ وسوء التقدير وارد، إلا أن ما اتخذه الاتحاد مؤخراً وتحديداً لجنة الحكام في خطوة، لا أعرف ما أطلق عليها من مسمى، فهل أقول خطوه غبية؟.. أم خطوة عناد وتحدٍ؟.. أم خطوة استقصاد واستفزاز؟.. فتعيين حكم إيراني للقاء أحد أطرافه فريق سعودي، فيه من اللغط والبحث عن المشاكل والانزلاق في المحظور الشيء الكثير، لا أعلم هل الاتحاد الآسيوي ولجنته المشؤومة تعيش في كوكب آخر؟.. ألم تتابع الأحداث العالمية والإقلمية؟.. ألا تعلم ما يدور في منطقة هي معنية بها رياضياً؟.. لماذا تضع نفسها في موقف مخجل وبايخ ليس له داعٍ؟.. ألا يوجد حكم إلا من إيران ليتم تكليفه؟.. نعم إنه اتحاد يبحث عن المحظور والبلبلة، ولكن إرادة الله فوق كل شيء.
نقاط للتأمل
) انطلقت أمس المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية، ونظراً لظروف الطبع أُرسل المقال قبل إقامة اللقاء، ولا أعلم عن النتيجة والتي أُمنِّي نفسي أن تكون إيجابية للمنتخب السعودي الذي يأمل الجميع في أن يكون قد حسم النتيجة على أرضه وبين جماهيره.
) الاتحاد السعودي يذهب للفيفا لإقناعه بعدم اللعب في رام الله، ويعلن نقل المباراة لأرض محايدة، وبعد أقل من أسبوع يذهب الجميع، ويعلن عن تأجيل اللقاء لأجل غير مسمى، وهذا أمر مستغرب.. والله كان تبون الحقيقة ما فيه اتحاد صاحٍ لا المحلي ولا القاري ولا العالمي.. هذا ما تؤكده الأحداث الأخيرة.
) الاتحاد الآسيوي يملك من الحكام المميزين قومة وقعدة وأكثر دول في القارات لديه، ويملك خبرات عدة، ومع ذلك يبحث عن إثارة المجتمع السعودي بكامله من خلال اختيار حكام من بلد غير محبب لدى السعودية والسعوديين.. إنه اتحاد المشاكل وأبو المصائب.
) تحدثت كثيراً عن فريق النصر وضعف أداء لاعبيه وضعف إمكانيات مدربه منذ الموسم الماضي، وثبتت هذه النظرة من خلال مجريات المباريات الرسمية والودية، فبعد هجر والقادسية ها هو التعادل يدرك بطلعة النَّفَس أمام سدوس، فما بعد ذلك شيء يحتاج إلى اجتهاد أو إقناع بضعف الإمكانيات المتاحة من المدرب أو بعض اللاعبين وبخاصة الأجانب منهم.
) قدّم اللاعب إبراهيم غالب شكوى ضد ناديه، بعد أن طفح الكيل به وبتأخُّر مستحقاته، وهناك أكثر من غالب قد ينفجر في أي لحظة، وقد يكون مدرب الحراس الكولومبي أول المطالِبين، حيث أبدى امتعاضه وعدم رضاه واحتجاجه بعدم الحضور للتمارين، وهذه خطوة قبل أن يتقدم بشكوى رسمية.
) أكدت الأحداث والمعطيات في قضية اللاعب سعيد المولد ضعف اتخاذ القرار لدى الاتحاد السعودي وخضوعه الكامل للأندية وعجزه عن فرض النظام، إلا على الأندية الصغيرة، وهنا يجب التوقف كثيراً، والأخذ بالاعتبار مستقبلاً أن يكون رئيس الاتحاد وأعضاؤه من الشخصيات النافذة والقوية، وليست من المتعلمة والمدركة وأصحاب الخبرة، فالمصلحة العامة تتطلب ما ذكرته.
خاتمة:
أيام قلائل، وترحل سنة 1436، وبرحيلها الذي لن يعود أبداً أقول للجميع: «سامحوني لو أخطيت» «أعذروني لو ما أوفيت».. ودائماً على الوعد والعهد معكم أحبتي، ألتقيكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.