سعد الدوسري
في الفيلم الأمريكي «فانتيج بوينت» للمخرج بيت ترافيس، نتابع قصة متخيلة لمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي، على يد جماعة إرهابية. في هذا الفيلم، يتم تجسيد كل أشكال الإرهاب، القتل والتفجير وتفخيخ الأجساد، وربما يظهر لشريحة واسعة من المشاهدين أن الجماعة الإرهابية تريد أن تُسْمِع صوتها للعالم، وأن تثبت حقها في الوجود وفي الحكم، والأخطر من ذلك، أن هناك من سيتعاطف مع هذه الجماعة، ويود لو أنها تنجو بفعلتها، وتريح العالم من الرئيس الأمريكي.
مثل هذا الاتجاه في الأفلام الأمريكية، وفي الألعاب الأمريكية، يتم تكريسه يوماً بعد يوم، من قبل صناع السينما والفيديو، دون أن تكون هناك مراجعة لهذا الاتجاه من قبل المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة وخارجها، وكأن الأمر في النهاية متروك للصدف، تعبث بأقدار الشعوب، كما يريد أصحاب المال والثروات السهلة.
إن الجهود التي تبذلها الحكومات العربية والأجنبية في محاربة الإرهاب، هي جهود للمحافظة على المكتسبات التي تم العمل عليها لأجيال متلاحقة، وتم رصد الميزانيات الضخمة لتأصيلها ولتطويرها، وسيكون من السهل جداً، نسف كل ما تحقق، إذا تُرِكَتْ ساحة التأثير على الشباب دون رقابة، ليعبث فيها من يعبث، من خلال أفلام وألعاب ومواد تبدو أنها ترفيهية ومسلية، ويكون القتل والتفجير هي المادة الأساسية لهذا الترفيه.
علينا أن نقر حقيقة مهمة، بأن مؤسسات صناعة الترفيه التلفزيوني الأمريكية، تعمل بمعزل عن مؤسسات محاربة الإرهاب، وأنه لا يهمها سوى تحقيق المكاسب، عبر ترويج القتل والتدمير.