سعد الدوسري
بعد المقطع الأخير للمعلم البالغ الأناقة، وهو يهوي بكلتا يديه ضرباً على وجه الطالب الذي لم يجد سوى أن يغطي رأسه، أملاً في حماية نفسه، صار لا بدَّ من تدخل شخصي من وزير التعليم، لإلزام المدارس بوضع كاميرات مراقبة داخل كل الفصول وفي ساحات المدرسة، وتعيين مشرف مراقبة الكتروني، يقوم بإدارة عمليات المراقبة، طيلة ساعات الدراسة.
مثل هذا الحل سوف يرضي الجميع بلا شك، لأنه لن يؤذي احداً، وسوف يسهم في وضع حد للمعلمين والإداريين المصابين بأمراض أو اعتلالات نفسية، لأنهم سيدركون أنهم مراقبون، وأن ما كانوا يظنون أن لا أحد سيعرف عنه، سيطلع عليه الجميع. ومثل هذا الإجراء هو الرادع الوحيد، طالما أن الحس التربوي معدوم، والمخافة من الله معدومة، والحس الأخلاقي معدوم، والمراقبة من إدارة المدرسة معدومة.
إن ما يعانيه الآباء والأمهات من مدارس البنين على وجه التحديد، لا يعانيه أحد. فالبيئة المدرسية أصبحت خانقة إلى درجة لا تحتمل، وصار الطلبة يدفعون ضرائب باهظة لا ذنب لهم فيها. فكلما كان هناك حديث عن المعلمين، تحول الأمر إلى معاناتهم، وكأنهم هم الوحيدون الذين يعانون، وكأن لا أحد سواهم يواجه ضغوطات في التعامل مع الآخرين. ولكي تكون ثمة نهاية لهذه القصة، فيجب على الوزير الإدلاء بتصريح خاص حول هذا الموضوع، يعلن من خلاله عن آلية جديدة تتنهي ظاهرة هذا الجلد الوحشي للأطفال في مدارسنا.