فهد بن جليد
أسأل الله لي، ولكم طول العمر على طاعته، ولكنه سؤال يجب أن يُطرح: هل أنت راضٍ عما تحويه ذاكرة هاتفك من (صور، ومقاطع، ورسائل)؟ وهل هي بالفعل تُمثل أخلاقك؟ ودينك؟ ووطنيتك؟!.
لن أتحدث بمثالية، هذه الأيام يحذر بعض المُستخدمين من أن حمل بعض الصور، وتخزينها في جهازك، يُعد جريمة يُعاقب عليها القانون، خصوصاً إذا كانت صوراً لشخصيات عامة، واحتوت على تعليقات غير مسئولة، مثل بعض الرسائل التي يتم تناقلها عبر (الواتس أب)!.
هذا الأمر يطرح تساؤلاً مهما حول التثقيف بجرائم المعلومات؟ و ضرورة التفصيل في عرضها، إما من قبل الشرطة، أو هيئة التحقيق والادعاء العام، أو من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أو على شكل رسائل توعية تقدمها (شركات الاتصالات)، باختصار نحن في حاجة أن تقدم لنا (جهة ما)، وتوضح للمُستخدمين بعض هذه الجرائم والمحظورات ..إلخ!.
اليوم معظم المستخدمين يشتركون في (قروبات جماعية) تقدم الأخبار، والصور، والنكات الساخرة، بعضها يروج للإشاعات، وبعضها للتسلية والضحك، دون إدراك أو استشعار لحجم الخطأ الذي يتم ارتكابه، أو العقوبة التي قد يتعرض لها من يقوم بمثل هذا الفعل، حتى لو كان غير مقصودز كون بعض الأجهزة تقوم بحفظ (الرسالة) تلقائياً، وهو ما يجعل الإنسان مسئولاً أمام القانون عما يحتويه جهازه، من صور، ورسائل؟!.
جميل جداً أن تشاهد من يحرص على تنظيف جهازه أولاً بأول من باب الوطنية والمسؤولية، ليتخلص من الصور التي تخالف القانون، أو بعض تلك التعليقات المُسيئة للوطن، ولكن المُحزن أنه لا يكون بذات الحماس تجاه بعض المقاطع (غير الأخلاقية)، على اعتبار أن (قانونها مطاط) و(عقوبتها مؤجلة)؟!.
برأيي أن من الوطنية الأكيدة أيضاً، التخلص من كل ما يُخالف (الدين)، و(الأخلاق الحميدة) و (التربية السوية)، فلو قام كل منا بالدخول إلى الاستوديو في جهازه، واستعرض مُجمل الرسائل والصور والمقاطع التي تم تخزينها فيه (تلقائياً) أو (مُباشرة)، ثم سأل نفسه: هل ما شاهدته؟ وحفظته؟ يمثل شخصيتي؟ ويعكس وطنيتي؟ ويرضي نفسي؟ ويسرني أن أقابل به (ربي)؟! لتغيرت الكثير من مفاهيمنا.
بكل تأكيد، إننا في حاجة (لمثل هذه الخطوة) في البيت، والمدرسة، وبين الأصدقاء .. قبل أن يقوم بها غيرنا، ولكن بعد عمر طويل!.
وعلى دروب الخير نلتقي.