فهد بن جليد
في أحد المولات الخليجية الكُبرى، يُفاجئك (شخص عربي)، يرتدي (بدلة رسمية)، ليقتحم خصوصية أُسرتك (التبضُعِية) متسائلاً (أخذت هديتك يا باشه)؟ المدام (حصلت على هديتها)؟ أنا بعتذر على الإزعاج، بس بسأل حضرتك؟!.
طبعاً هنا تتغير الموجة كاملة، ولا تستطيع إخفاء كمية (البراءة) التي هبطت على الأُسرة بأكملها، وسط تطاير عيون الصغار، وتساؤلات أمهم أي (هدية)؟ والله ما عطونا شيء؟ وبعدها يبدأ (الأخ) بالتحوُّل إلى ما يُشبه برامج الجوائز، بقنوات المسابقات، ونحن نتبعه، وكأنه يسحبنا (بحبل) إلى الكاونتر الخاص به، مُردداً (حطرح) عليكم سؤالاً بسيطاً، جائزته (إقامة لمدة 7 أيام في شرم الشيخ)!! بس لازم أعرف الأول مين (الأذكى)؟ حضرتك وإلا المدام؟!.
بدأنا ننظر في بعضنا، وحتى لا تقع أي (خلافات عائلية) قلت تلقائياً، المدام بالطبع، فعلّق بسرعة كبيرة، بكل تأكيد هي عارف ليه؟ (عشان فازت بحضرتك)!!.
(الله مير يسلمك ..)، من المؤكد أننا سقطنا في (شباكه التسويقية)، وعليّ الانتظار حتى تنتهي هذه المسرحية، وسط تطفُّل في أمورنا الخاصة، هل تحب السفر..؟ كم عدد الأولاد؟ كم يبلغ دخلك الشهري؟ أين يقع مركز الأرض؟ مبروك، إجابة المدام صحيحة، مبروك (الإقامة المجانية) يا مدام، أرجو الانتباه إننا مش مسؤولين عن (تذاكر الطيران)، (إقامة فقط) و (وجبة إفطار)، بس فيه شرط صغير، إن حضراتكم تشرفونا بكره (لمدة نصف ساعة) في أي وقت من 8 صباحاً، وحتى 5 عصراً، تتعرفوا على خدماتنا، وبرامجنا، وبعد كذا تستلموا (الفاوتشر) الخاص بالجائزة، عشان تحددوا وقت السفر..!.
لا بد أنك تعرضت مثلي، لمصيدة (التايم شير)، وهي البرامج السياحية التي يغلب على معظمها الاحتيال، عندما تعلم أنّ 90% من السعوديين المشتركين في هذه البرامج، نادمون على ذلك، المشكلة ليست هنا فقط؟ بل إنك ستُصاب بالصداع من كثرة الاتصالات من شركات أخرى، وستفاجأ أنّ هناك من يعرف اسمك، ومعلوماتك الشخصية، ودخلك وعدد أفراد أسرتك .. إلخ, لأنّ هذه الشركات تعتبر معلوماتك (سلعة)، فتقوم بتقديمها لشركات أخرى بمُقابل مادي، وأنت الضحية..!.
لن ننتظر تحذيراً أو تدخلاً من أحد، يجب أن نكون (واعين، وحذرين) لمصيدة هؤلاء (المُرتزقة)، ونرفض هديتهم من البداية، ولا نسمح لهم بالتدخل في شؤوننا، أو الحصول على معلوماتنا الخاصة..!.
على دروب الخير نلتقي..