فهد بن جليد
تعليقاً على مُبادرة الشيخ محمد بن راشد (هل أنت سعيد في دبي)؟، كتب أحد الصحافيين العرب في صحيفته، أهلي بيسألوني كل يوم : (هو أنت بعدك عايش)؟ كناية عن صعوبات الحياة، وما يواجهون من عقبات؟!.
الاستبيان سيعكس نسبة السعداء في الإمارة، ونسبة المُحايدين، ونسبة الحزينين، أهل الحكمة يقولون (رضا الناس غاية لا تُدرك)، ولكن أهل (دبي) يرون أن رضا الناس هو من سيجعل دبي سعيدة، وهو (أمر إيجابي) على طريقة المثل العربي الشهير (لاقيني ولا تطعميني)، فسماع صوت الآخرين، ومعرفة مدى قبولهم ورضاهم أمر في غاية الأهمية، ويقود للتفاؤل، ومن ثم ينعكس على حياة، وانتماء الناس من حولنا للمكان وأهله؟!.
يُقال إن (العقل الباطن) لا يستطيع التمييز بين الشيء الحقيقي، والشيء غير الحقيقي، فلتتخيل نفسك في متجر ما، أسعاره مُرتفعة مُقارنة بالآخرين، وفي داخلك نوع من التردد، وتُفكر أن تبحث عن مكان أرخص، تتوفر فيه ذات البضاعة، ولكن تُفاجأ (بمالك) المكان و(مديره) يسألك بابتسامة، ما رأيك فينا ..؟ هل أنت سعيد معنا؟ نحن نعمل من أجل إسعادك، وتوفير كل مُتطلباتك في مناخ يُناسبك .. إلخ، ما هو أثر هذا الأمر على (عقلك الباطن)؟!.
حتماً ستشعر بالانتماء - اللاإرادي - للمكان وأهله، وستختفي كل (المشاعر) التي كانت تراودك سابقاً، لأن (رأيك مُهم) بالنسبة لهؤلاء الذين أنت بينهم، مما يُعزز (الإيجابية) لديك، لتشعر (بالسعادة) لمجرد سؤالك عنها، وتعمل من أجل نشر السعادة، والرضا من حولك (ليشعر) بها غيرك، وستشعر أن (السلبيات) في طريقها للزوال، وحتما ستتلاشى ، اكتمل الرضا لديك من أجل الحفاظ على المكان، والعمل من أجل أهله!.
العلماء في جامعة كاليفورنيا، يرون في أبحاثهم أن السعادة تنتقل (بالعدوى) بين السكان، فتزداد احتمالاتها بنسبة 42% إذا كان هناك (صديق سعيد) يعيش على بعد 800 متر منك ، وتقل النسبة حسب المسافة بينكما!.
لذا اجعل القريبين منك (سعداء) لتسعد أنت، وابتعد عن (التعساء) ممن يسألون على طريقة الصحافي العربي (هو أنت بعدك عايش)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.