فهد بن جليد
يُقال إن عريساً سعودياً اشترط على عروسه عند (عقد قرانهما)، بأن تتعهد بعدم استخدامها (للسناب شات) أو (الإنستقرام)، أو (وسائل التواصل الأخرى) لنشر أسرارهما الزوجية خارج المنزل، وتم توثيق الشرط في العقد من المأذون الشرعي، بعدما وافقت الزوجة!
الناس انقسموا الأسبوع الماضي بين مؤيد، ومعارض للفكرة، فهناك من اعتبر الأمر فيه نوع من التشدد، والتضييق، والحرمان من تقنيات العصر، والتدخل في الحرية الشخصية، والتخلي عن حقوق الاتصال والتواصل، كونه شرطا هامشيا، وكان يجب على العريسين أن يلتفتا إلى شروط أكثر أهمية، تؤمن حياتهما، وتضمن استقرارها، وتمنع أي خلاف مُستقبلي بينهما، بالمُقابل هناك من اعتبر هذا انتصاراً وتأكيداً على وجوب تخلينا، عن الإفراط في استخدام هذه التقنيات والبرامج، لنقل الأسرار المنزلية إلى الخارج، وأن هذه البرامج هي أسباب مُباشرة، وغير مُباشرة، لمُعظم المشاكل وحالات الطلاق التي تقع اليوم؟!.
حقيقة أجد نفسي مُحتاراً بين الفريقين، لا ألوم الشاب الذي يريد أن يعيش في (أمان وراحة بال)، بعيداً عن إزعاج، وفضول، وسائل التواصل سريعة الانتشار، التي حولت حياة الكثير منا، إلى ما يُشبه الفُرجه في (النقل المُباشر) لينظر إليها الآخرون، وتُصبح سبباً مُحتملاً لكثرة الحسد، والعين، مع تصوير أدق التفاصيل ونشرها!.
ولا ألوم من يُطالب بالالتفات إلى أمور أخرى أكثر أهمية، لأن مُعظمنا اليوم لا يقدر تأثير هذه الوسائل، ولا يعرف أنها من الأسباب الرئيسة لوقوع الخلافات الأسرية، بسبب كشفها الأسرار، لتتحول إلى منصات فضائح، وخلاف، ومقارنة مع حياة الآخرين؟!.
نحن نُفرط في اقحام غيرنا في خصوصياتنا، من خلال التسابق على التفاخر بتصوير ونشر تفاصيل حياتنا، وكأننا نقول لهم نحن نأكل أفضل مما تأكلون، ونعيش حياة مُرفهة مُختلفة عنكم، وهو ما يُسبب الغيرة، ويحرك ما في النفوس، لتقع العين، أو تحصل الضغينة!
حتى لو كان هذا الواقع المنقول عبر وسائل التواصل (غير حقيقي)، فالأسرة قد تجتمع على (حبة كيكية) أو (قطعة شوكولا) ليتناوب أفرادها على التصوير تباعاً، وكل يتفاخر في سنابه، وبين مُتابعيه، في موقف مُضحك، ومُحزن في ذات الوقت؟!.
هناك من يُطالب بضرورة انخراط الأزواج في ( دورة عن كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي قبل الزواج)، حتى نخفف من أسباب الطلاق، ولا أعرف كم دورة يحتاجها (عريس اليوم) قبل زواجه؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.