فهد بن جليد
منظر شوارعنا الجرداء (بات) مُزعج جداً، ويدعو لاكتئاب قائدي المركبات، و يتسبب في سرعة غضبهم وثوران أعصابهم، فهم لا يُشاهدون سوى الجسور، والصبات، واللوحات الإعلانية، و الإشارات المرورية، و فلاشات ساهر، وتحويلات الميترو، وفوق هذا كله؟ مازال العمل جارياً لطمس المساحات الترابية على جانبي الطريق بالحديد والإسمنت، في ظاهرة غريبة، لا تتم إلا في شوارعنا فقط، هل هي ( أموال فائضة )، يجب التخلص من بنودها، مع اقتراب الميزانية؟!.
أسئلة تبحث عن إجابة؟!.
لا أعرف الحكمة من (صب) الجوانب الترابية للجسور في الرياض، بمزيد من الخرسانة والحديد، و الإسمنت، بدلاً من زراعتها بالأشجار، لتحافظ على البيئة، وتعدل المناخ، وتحويلها لمساحات خضراء، تلطف الجو، وتمنع التلوث، وتحد من الغبار، وتبهج النظر، أسوة بباقي بلاد الدنيا - حتى الصحراوية مثلنا - بدلاً من زيادة الجفاف في شوارعنا، والتأثير سلباً على نفسية سالكيها!.
لقد اختفت مشاريع تشجير الشوارع، بحجج عديدة، بدءا من قصة زراعة (أشجار سامة)، وخطيرة صحياً، تُسبب الحساسية والربو ...إلخ, وانتهاءً بالتخوف من إهدار المياه، رغم أننا نملك مياها جوفية، وأخرى أعيد (تكريرها)، يمكن أن تكفي (لغسيل) شوارعنا بهذا الماء، وليس مُجرد (ري) المسطحات الخضراء، التي تزيد من جمال الشوارع، وتحسن منظر المدينة العملاقة؟!.
قديماً كان لدى وزارة الشؤون البلدية والقروية، خطط، وضوابط مُعلنة للتشجير داخل المدن، وفي الشوارع، وعلى جانبي الطريق، وزراعة الميادين، إيماناً بأهمية المسطحات الخضراء، وفوائدها، عندما تقرأ مثل هذا الدليل، والضوابط، تشعر أنك ستنام وتصبح لتجد شوارع مدينتك، تنافس المُدن الأوربية، ولكن الحقيقة المؤلمة، أنك تنام لتستيقظ على إزالة مزيد من الأشجار، وصب بعض المساحات الترابية بالإسمنت، ولربما فرش بعض الميادين بالنجيلة الصناعية، أو طلاء مُسطحات بعض الميادين الرئيسة (باللون الأخضر) ليعتقد المارة أنها (مزروعة)، وكأننا في حاجة لمزيد من (المشاعر المُصطنعة)، والمزيفة في حياتنا!!.
أعجبني كثيراً تبني مجموعة من الشباب السعودي (المُتطوع) لمشروع نشر المُسطحات الخضراء في منطقة (القصيم)، والزلفي، والرياض، بدءا من الحدائق، والمُنتزهات، وانتهاءً بالشوارع، وهو مشروع شبابي طموح، ربما يساهم في (اعادة الحياة) لشوارعنا من جديد، بعد أن تخلت البلديات عن بعضها، وحولت بعضها الآخر إلى مسطحات خضراء (وهمية)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.