حميد بن عوض العنزي
** وجود هيئة لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة أمر جيد يمنح قضية التوظيف مساحة من الاهتمام والتركيز من خلال جهاز مستقل ومتخصص يتبنى معالجة الوضع القائم والذي يقر معظم المختصين بأنه ليس سليما. فمن غير المنطقي أن يعاني البلد بطالة في ظل وجود أكثر من عشرة ملايين عامل اجنبي والمقصود هنا البطالة الحقيقية.
**عادة عندما يحتاج الإنسان للعمل حاجة حقيقية وماسه فإنه يعمل بأي عمل يؤمن له قوت يومه وهذا ما يحدث في معظم بلدان العالم, والاختلاف أن لدينا وظائف شاغرة فيما يعزف نحو 600 ألف طالب عمل عن الالتحاق بها وهذا وفقاً لما ذكره صندوق تنمية الموارد البشرية, بمعنى أن هناك خلل في هيكلة سوق العمل وتحديداً في معيار طالبي العمل ونوعية الوظائف التي يرغبونها, باعتبار أن نسبة كبيرة من طالبي العمل وفقاً لـ (هدف) لا يرغبون بأي وظيفة وهنا إشكال يقودنا إلى تصنيف هذا النوع من البطالة وهل هي بطالة اختيارية ام شيء اخر ؟
** كل هذا ينبىء بأن أمام الهيئة الجديدة ملفات ضخمة وحساسة وأن عليها أن تعمل بمنهجية مختلفة وأن تعيد ترتيب كل معطيات السوق وإعادة بعض المعايير, ونتمنى أن لا تكون الهيئة نسخة من وزارة العمل سواء بطريقة الأداء أو حتى بالمسؤولين لأن مجرد نقل مسؤولين من الوزارة وتنصيبهم على الهيئة أمر يعيدنا إلى نفس الدائرة وهذا ما حصل في كثير من الهيئات التي تأسست وعين عليها مسؤولون جاءوا من رحم الوزارات التي خرجت منها تلك الهيئات، فتحولت وكأنها أحد اقسام تلك الوزارات، فهل نرى هيئة مختلفة وفاعلة أم نرى استنساخا لوزارة العمل وبرامجها ونبقى في ضجيج البطالة دون وجود حلول حقيقية ؟