حميد بن عوض العنزي
لدينا أكثر من 35 ألف مدرسة في التعليم العام يدرس بها نحو خمسة ملايين طالب وطالبة، ولو أن المقصف المدرسي تم تفعيله بشكل احترافي، سيخلق لدينا نحو70 ألف وظيفة، ولو أردنا أن نتوقع الإيراد اليومي بحده الأدنى، باعتبار أن كل طالب وطالبة سينفق ثلاثة ريالات على شرائه من المقصف، سيكون لدينا إيرادات لا تقل عن خمسة عشر مليون ريال يومياً.
* * المقاصف المدرسية يُمكن أن تتحول إلى فكرة استثمارية، لو أن لدى الوزارة برامج تسهم في إشاعة الأفكار الاستثمارية بين الطلاب والطالبات في محيط مدارسهم، خصوصاً أننا مجتمع نعاني من فكرة أن الوظيفة وحدها هي المستقبل، بينما الحقيقة عكس ذلك، فالاستثمار والعمل الحر هو الأكثر نفعاً، ليس على مستوى الفرد، وإنما على مستوى المجتمع من خلال خلق فرص عمل متجددة، وتغيير القناعات يبدأ من الصغر ومن على مقاعد الدراسة.
* * وللأسف تعاني مدارس التعليم العام منذ بداية هذا العام من عدم تشغيل وتنظيم المقاصف المدرسية بشكل منتظم، مما اضطر إدارات كثير من المدارس إلى الاجتهاد بتوفير بعض المأكولات وبيعها على الطلاب، وللأسف أن ما يحصل حالياً هو امتداد لفوضى معتادة مع انطلاقة كل عام دراسي رغم تأكيدات الوزارة على الاستعداد المبكر.
* * أجزم لو أن الوزارة التي تعج بالمستشارين والتربويين ركّزوا على المنافع التي يمكن أن تنتج عن استثمار هذه المقاصف مالياً واجتماعياً وتربوياً سوف تتوالد أفكار هائلة، وليتهم يعطون شباب الأعمال فرصة المشاركة بالأفكار، حتماً سيكون لدينا استثمار حقيقي يكون الطالب والطالبة شركاء أساسيين فيه.