فهد بن جليد
هل سيتمكن بالفعل كل من يزور أي دولة خليجية (بتأشيرة سياحة) من زيارة باقي الدول الست (بذات التأشيرة)، فيما يشبه (الشنجن الخليجي)، خلال الأشهر العشرة المقبلة؟ وتحديداً في منتصف العام 2016م؟!
سؤال محيِّر؟ رغم تصريحات الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بدول مجلس التعاون الخليجي، المؤكدة مناقشة الموضوع في اجتماع وزراء السياحة بمجلس التعاون الخليجي، وأنه يتم وضع اللمسات الأخيرة لإقراره. الشارع الخليجي انقسم إلى قسمين، من خلال التعليقات والتفسيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهناك مَنْ يراه (حلماً) يصعب تطبيقه، وربما لحق بأحلام أخرى لم تتحقق بعد، مثل (العملة الموحدة)، و(القطار الخليجي).. إلخ، بينما آخرون يتفاءلون ويرحبون، ويعتقدون أن الخطوة ستعكس مدى ترابط دول الخليج العربي!
هذا الأمر، وغيره من القضايا السياحية لدينا، ومواضيع الفندقة، وضوابطها، والدور الكبير المنتظَر من هذه الصناعة الوطنية الكبيرة، برأيي أنها تؤكد مدى الحاجة لتحويل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة؛ حتى تكتمل الجهود القيمة والنوعية التي عملت على تأسيسها وتهيئتها (هيئة السياحة) منذ إنشائها، بتعاونها التكتيكي والتكاملي مع القطاع الحكومي بمختلف الوزارات، والقطاع الخاص، والمواطن.. وهو الدور الذي أعتقد أنه سيتم تعزيزه أكثر عندما تصبح وزارة مستقلة!
لماذا نحتاج (وزارة للسياحة)؟!
الخطط التي نفذتها هيئة السياحة طوال السنوات الماضية، والتنظيمات والاشتراطات التي فعّلتها، والثقافة التي نشرتها، وجهود حصر الآثار، وتهيئة المناخ لتصبح (السياحة) صناعة في السعودية، وتوجّه أنظار السياح نحونا، والمتغيرات العالمية، كلها عوامل تتطلب أن نفكِّر الآن أكثر من أي وقت مضى في إنشاء وزارة للسياحة؛ لتكون عنواناً ومرجعاً لكل ما يتعلق بالسياحة، بدلاً من الجهود التي تقوم بها أكثر من وزارة الآن!
في تصريح سابق للأمير سلطان بن سلمان قال: «إن مجلس إدارة الهيئة يضم 12 وزارة، بما يضمن التنسيق الكامل مع الوزارات. كما أن هذه الوزارات مجتمعة تمثل الهيئة في مجلس الوزراء، ومجلس إدارة الهيئة مرتبط مباشرة بخادم الحرمين الشريفين». أعتقد أن هذا الأمر يؤكد الحاجة للوزارة الآن؛ لتأخذ كامل الصلاحيات؛ ما يضمن تنفيذ الاستراتيجية العامة للسياحة الوطنية، وتفعيل جذب سياحة الآثار، والثقافة، والمعارض، والمهرجانات، والاستفادة من السياحة الدينية (للحجاج والمعتمرين).. إلخ!
هما جهتان (هيئة السياحة والتراث الوطني) و(الرئاسة العامة لرعاية الشباب).. كم أتمنى تحويلهما إلى (وزارتين) إيماناً بأهميتهما ودورهما الوطني الرائد؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.