محمد الشهري
** في إطار مهمتها الوطنية الآسيوية تغادرنا اليوم - إن شاء الله - البعثة الهلالية متجهة إلى دبي، محفوفة بعناية الله، ومحاطة بعيون وأفئدة ودعوات العشاق والشرفاء من الرياضيين أبناء الوطن الذين لا يضيرهم، ولا يجدون غضاضة في مناصرة كل من يمثل الوطن خارجياً بعيداً عن التقوقع في دائرة الألوان الضيقة وما في حكمها.
** اليوم يجدر بنا التأكيد على أن كل ما يمكن أن يقال من الكلام حول المهمة القادمة قد انتهى بعد أن أُشبعت طرحاً وتناولاً عبر كل الوسائل، مشتملة على ذكر كافة المعطيات، مع شرح أوجه المحاذير.
** إلا أن المؤكد أكثر هو أن من يعنيهم أمر الفريق - إدارياً وفنياً وعناصرياً - على دراية تامة بكافة جوانب وتفاصيل المهمة، متطلباتها، معطياتها، ومحاذيرها، وبالتالي فهم يعلمون علم اليقين أن مسألة الحسم ميدانياً هي مهمتهم وحدهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.. أما ما سوى ذلك من الكلام والتنظير واللت والعجن فليس إلاّ مضيعة للوقت، أي لا يسمن ولا يغني من جوع.
** من هنا، وبناءً على ما يمتلكه المتابع من خلفيات تراكمية عن قدرات الزعماء عبر تاريخهم الحافل بالإنجازات والأولويات والتجارب، على درجة عالية من الطمأنينة أن كل أمر قد أُعطي حقه من التحسّب والتنبّه دون إفراط أو تفريط.
** بقيت (همسة) يجب وضعها في أذن كل مشجع هلالي وهي: وجوب عدم التجاوب مع ما سيستجد خلال الأيَّام القليلة القادمة من ممارسات وحماقات معتادة أبطالها (جماهير المسيار بقيادة رموز بني خيبان) هدفها صرفهم وإشغالهم عن مهماتهم الأساسية المتمثلة بدعم الفريق بكل الوسائل الممكنة.
** بالتوفيق للزعيم في مهمته (إن شاء الله).
ماذا يعني هذا يا تُرى؟!
** في كافة أصقاع الدنيا، ما أن يبرز أي لاعب موهوب في مركزه، وبالأخص الهداف، حتى تتجه إليه الأنظار، وتنهال عليه العروض من كل حدب وصوب رغبة في استقطابه، والاستفادة من قدراته وإمكاناته وموهبته، فما بالنا إذا كان ذلك (النابغة) قد تربّع وتصدر قائمة هدافي العالم بهيلماناتهم وسمعتهم وعقودهم ذات الأرقام الفلكية.. إلاّ عندنا فقط؟!!.
** ذلك أنه إن لم تخني الذاكرة، فقد حصل من قبل على شرف صدارة التهديف العالمي أكثر من لاعب سعودي، وحتى لا أدخل في جدلات بيزنطية مع جماعة (عنز ولو طارت) فلن أذكر أسماء، غير أن الذاكرة لن تخني أبداً إذا قلت ان أياً من الأندية الأوروبيَّة بكافة مستوياتها ودرجاتها، باعتبارها أكثر القارات استقطاباً للنوادر والكفاءات الكروية المتميزة كهداف العالم مثلاً، أو حتى من تركيا أو اليابان أو كوريا، لم يتقدم لطلب خدمات أياً من أولئك اللاعبين، فماذا يعني هذا؟!!.
** وبما أننا نحتفل هذه الأيَّام بتصدر لاعبنا الدولي محمد السهلاوي لقائمة هدافي العالم، متجاوزاً أشهر وأعتى الهدافين.. هنا يتبادر إلى الذهن أكثر من سؤال:
** منها: هل تخالف حالة السهلاوي السائد هذه المرة، فنرى العروض تنهال عليه للاحتراف خارجياً عطفاً على تصدره للقائمة التهديفية الدولية، أم أن الوضع سيظل على ما هو عليه، وفي هذه الحالة يبرز السؤال المحير الذي يقول:
** هل الهداف السعودي خارج نطاق التقييمات والمواصفات المتعارف عليها وبالتالي لا يمكن الاعتداد بمسألة بروزه، أي أنه أقل من أن يؤخذ بروزه بالحسبان.. أم أن تدنّي الأقيام والمستويات الفنية للفرق والمنتخبات التي يحرز أهدافه في شباكها قد ألقت بظلالها السلبية على قيمته كهداف فيفقد بالتالي أي وهج من شأنه أن يكون محط اهتمام العيون الراصدة، إذن فلننتظر ونرى على رأي المثل المصري الذي يقول: (يا خبر اليوم بفلوس، بكرة يبقى ببلاش).