محمد الشهري
هنا لن أتحدث عن محاسن سَنّ الأنظمة ومن ثم التقيّد بتطبيقها حرفياً، ولن أتحدث عن مفاتن المساواة بين الجميع كمخرج من أية أزمة متكررة أو طارئة باعتبارنا -أعني الوسط الرياضي- أكثر الأوساط الاجتماعية إسهاباً في الحديث عن تلك المفاتن والمحاسن والمطالبة بها، ولكننا أكثر الأوساط جرأة على خرقها وانتهاكها -ولا فخر- وبالتالي فلا حاجة بنا إلى المزيد من الغزل؟!!.
** ذلك أنه بعد أن أجاد من يعنيهم أمر القضية -رسمياً- في تقاذف (كُرتها) بين عدة أطراف، بالتمرير الطولي تارة، والبيني والقصير تارات أخرى، وبعد الوقوف على ردود الأفعال المحكومة غالباً بتأثير النفوذ والميول للألوان إلى درجة أن بعض البرامج الفضائية هي من تبنى وشكّل وحدد نوع العقوبة مسبقاً، فما كان على المرجعية الرسمية إلاّ التطبيق الحرفي!!!.
** وهنا يأتي السؤال العريض والبديهي: إلى متى ستظل المرجعية الرسمية تستقي قيمة ومقومات قراراتها ومواقفها تجاه الأحداث من تأثيرات دكاكين الفضاء المُسيطَر عليها، والمدموغة باللون الأصفر، أين صلاحيات وهيبة واستقلالية المرجعية الرسمية، وإلى متى سيظل شأننا الرياضي العام ومقرراته حبيس (فرز) وإفرازات لعبة الانتخابات المحكومة بالإنذارات؟؟!!.
** نعود لمسألة (لو) التي عنونت بها المقال والذي ينطلق منها السؤال الأهم الذي لم يفطن له من صادق على قرار العقوبة الفضائي المفصّل بعناية: ماذا لو أن الثلاثي (المتسيّب) قد تعرض لمكروه (لا قدر الله) خلال مدة تسرّبه الليلي من المعسكر.. هل كان الذين فصّلوا القرار (الرخو) من خارج الدائرة الرسمية المختصة، سيقفون إلى جانب الشخصيات المعنيّة بالأمر كما وقفوا الآن، أم أنهم سيطالبون بمحاسبتهم حساباً عسيراً على تفريطهم وإهمالهم، ليس انتصاراً للمنتخب، وإنما انتصاراً للاعب وناديه؟!!.
** الطامة الكبرى هي ما يتمثّل في الضرب بالأوامر والتوجيهات المباشرة والمشدّدة الصادرة من المسؤول الأول -رئيس الاتحاد- عرض الحائط من قبل الثلاثي، والسؤال: أيهما أوجب وأدعى للتنفيذ الحرفي، هي، أم التعليمات الصادرة من جهة أقل شأناً من قامة وقيمة المسؤول الأول، هذا إن وجدت تلك التعليمات أصلاً، وهنا يتضح مقدار ما يتمتع به -حفظه الله- من قيمة ومن مكانة، ومن هيبة؟!!.
واثق الخطوة يمشي ملكاً
** على الرغم من اشتداد حمّى المنافسة، إضافة إلى ارتفاع معدلات المنغصات المصاحبة للقاءات التي من أبرزها تعمّد الخشونة بغية الإضرار بالمنافس من خلال تقصّد العناصر الأكثر تأثيراً فيه، ناهيك عن التركيز في العمل على استفزاز تلك العناصر بأساليب غير مشروعة في سبيل إخراجها عن أجواء اللقاءات سعياً للاصطياد في مياهها؟!.
** وعلى الرغم من الإصابات التي داهمت الفريق قبيل لقائه بشقيقه (لخويا) القطري، لقاء الرد، التي طالت كلا من النجمين (سلمان الفرج وياسر الشهراني) بالنظر لما يمثله هذا الثنائي الدولي المميز من ثقل، ومن قيمة فنية كبيرة ترتكز عليها معظم خطط وتكتيكات المدرب، سواء مدرب الهلال أو مدرب الأخضر.
** إلاّ إن (الزعيم الملكي) المدعوم من جماهيره الغفيرة كالعادة، والتي لا تُعتبر المزايدة على الجماهيرية في حضرتها ضرباً من ضروب العبث، بل هو العبث بعينه، قد بدا كما لو كان لا يعاني من أي نقص أو غيابات -ما شاء الله-.. إذ فرض أسلوبه على المنافس سواء هجوماً أو دفاعاً بما يحقق الغرض المنشود وهو التأهل، ولا شيء غير التأهل، والمضي قدماً صوب الهدف الأكبر.
** ولعلي هنا لا أجد غضاضة في دعوة من يعنيهم أمر الفريق -بإلحاح- إلى ضرورة التنبيه المشدّد على نجوم الفريق من مغبة التجاوب مع استفزازات ومكائد المنافسين الذين يعملون بكل حرص على إيقاعهم في شَرَك التجاوب معها طمعاً في استثمارها على شكل عقوبات تحكيمية هي في الغالب جاهزة وتنتظر الإشارة الخضراء، والأمثلة كثيرة، وبهذه المناسبة: أرفع العقال احتراماً وتقديراً للنجم (فيصل درويش) على شجاعته المتمثلة بتفويت الفرصة على الاسباني (شيكو)، وهنا تتجلّى قيمة النجم الذي يعمل على خدمة مصالح وأهداف فريقه أكثر من حرصه على مصلحته الشخصية أياً كان مستوى وحجم الخبث الذي يتعرض له.