ناهد باشطح
فاصلة:
((الدجاجة التي تقاقي بصوت عالٍ ليست تلك التي تبيض أفضل من سواها))
- حكمة صينية -
يُعَد «جوزيف غوبلز»، وزير إعلام هتلر، من أهم الذين ابتكروا فن صناعة الكذب، للسيطرة على عقول عشرات الملايين وقلوبهم، وإقناعهم بالفكر النازي، من أقواله الشهيرة «اكذب ثم اكذب واكذب أكثر.. وأخيراً سيضطر الناس لتصديقك»،
وأظن شيئاً مثل هذا يمارسه أولئك الذين يرتكبون الأخطاء في حق مجتمعهم، ثم يظلون في ذات الذهنية التي أتقنوا رسمها في عقول الناس، فهم يستثمرون وسائل الإعلام الاجتماعي ليكذبوا أكثر فيصدقهم الناس.
نعم هناك ما يدعو للاستغراب في تعاطينا مع المعلومات والأحداث من حولنا.
شيء ما بدا واضحا أكثر في تواصلنا مع الآخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي جعلتنا ككتّاب أقرب كثيراً إلى الجمهور المتلقي وأكثر معرفة برأيه وأفكاره.
سأعطيكم بعض الأمثلة: عندما يسرق داعية مشهور كتاباً ويتم تغريمه بمعنى أنّ موضوع السرقة ثابت فالمجني عليها تقدمت بشكواها إلى الجهات الرسمية ..
ثم ما يزال الداعية في حضوره الإعلامي كأن شيئاً لم يكن، وما زالت مقالاته ودروسه يتم تبادلها في تويتر ورسائل الواتس أب!!
أيضاً طبيب مشهور اشتهرت قضية استغلاله للمرضى وارتفاع أسعار عيادته في الداخل واستشاراته للمرضى في الخارج، ومع ذلك ما زالت مقالاته يتم تداولها وكأنّ شيئاً لم يكن!!
ماذا يحدث لنا؟
لماذا لا نواجه الفساد في مستواه المتعلق بأفكارنا؟ هذه مسؤوليتنا؟
لماذا نسمح للآخرين باستلاب عقولنا ؟
وهناك مثال آخر أيضاً يجعلني أتساءل عن مستوى الوعي، فحين نكتب عن أهمية حقوق المرأة، مازال هناك من يتحدث بنمطية عن هذا الموضوع، إلى الحد الذي تشعر فيه بأنّ هؤلاء الذين يرددون أنّ المرأة في نعيم، لم يسمعوا أو يقرأوا يوماً قصص العنف المنزلي أو قصص النساء في المحاكم؟
مما لا شك فيه أنّ الإعلام يشكل وعينا كجمهور لكن الاستسلام لهذا التشكيل لا يطوّر من وعي الإنسان، بل يجعله أشبه بالمستقبل السلبي الذي يختزن ما يتلقاه دون أي تفكير وإدراك، وهو ما يحدث بشكل ملحوظ في قراءة سريعة لما يتداوله الناس في برامج التواصل الاجتماعي.