ناهد باشطح
فاصلة:
(سأل رجل رسول الله: أي الإسلام خير؟ قال: {تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف})
«حديث شريف»
بينما تتوالى أخبار جرائم داعش في كل مكان في هذه الأرض وينشط الإعلام بالتركيز على اخبار الجرائم في المجتمع للدرجة التي تحاصرك الاخبار السلبية في أي من وسائل الاعلام التي تتوجه اليها بغية معرفة الاخبار.
أحيانا بعد ان تنهك طاقتك في متابعة الاخبار السلبية والصور العنيفة التي تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي، تبدأ في الشعور بالانهاك وقد تبحث عن مساحة هدوء و سلام، بيد أن البعض يستمر في دائرة تداول الأخبار السلبية ولا يستطيع الخروج منها.
كثير من الدول المجاورة نشطت في نشر ثقافة السلام إلى أعمق من مجموعات تنويرية بينما مازال البعض منا غير مستوعب لأهمية السلام إلا بترديده عبارات متداولة دون استشعار لقيمتها.
دعوة الرسول «صلى الله عليه وسلم» إلى إفشاء السلام ليست مجرد دعوة لإلقاء التحية وإنما هي دعوة لإشاعة السلام في أعمق معانيه بدليل قوله عليه أفضل الصلوات «على من عرفت ومن لم تعرف».
مرحلة نشر السلام لا يصل إليها الإنسان إلا إذا عاش السلام الداخلي، واستمرار استقبالنا السلبي لأخبار الإعلام السلبية يعطل تعاطينا مع إيجابية الكون الذي نعيشه.
ببساطة، نحن لم نتعرف على السلام الداخلي، ولذلك فقدنا متعة التأمل التي تعطي الإنسان مساحات من الحرية مع نفسه.
أول خطوات السلام تبدأ من القبول والرضا رغم كل ما نعيشه من أحداث سواء في محيطنا أو في خارجه، لأن السخط يجرنا إلى مناطق بعيدة عن الراحة.
تقول «جولي باين» الخبيرة بالنفس الإنسانية « إنه يجب أن تخصَّص عشر دقائق كل يوم في الصباح عندما تستيقظ لأن تشكر الله على كل النعم التي منحك إياها، مهما بدت لك بسيطة وأن تفكر كم أنت سعيد بهذه النعم في حياتك، الشعور بالامتنان قادر وبشكل كبير على التخفيف من نسبة الهرمونات المرتبطة بالإجهاد النفسي خلال اليوم، وبالتالي فإنه يساعد على النوم بهناء أثناء الليل»
هي تقصد ألا يكون الشكر مجرد ترديدنا لكلمتي الحمد لله والشكر لله دون استشعار حقيقي للشكر والامتنان.
أن تشعر بعمق بكلمات السلام والامتنان يبدأ عالمك باستقبال الإيجابية فقط تذكر ألا تستغرق في الأخبار والأحداث السلبية من حولك... هذا العالم أنت جزء منه فكن الجزء المنير بالسلام.