ناهد باشطح
فاصلة: (حصاد السنة بطولها يتوقف على الربيع الذي يتم فيه البذار) - حكمة صينية -
عندما أكتب بحب عن نساء بلدي، خصوصاً الفتيات اللواتي يقدمن صوراً جميلة لدور المرأة ومشاركتها في المجتمع تعيش الكلمات في مساحة غامرة من السعادة.
أريج القحطاني الفتاة التي أنهت دراستها في تخصص التمريض، قدمت نموذجاً مشرقاً للمسؤولية التي تتحلى بها الفتاة السعودية.
بل هو موقف بطولي لا يُمكن أن تقوم به إلا فتاة شربت من صغرها معنى الإنسانية والعطاء اللا مشروط.
كنت وما زلت متفائلة بجيل الشباب لقيادة مشروع التنوير في بلدي.
متفائلة بالشباب، لتحديث المفاهيم التقليدية تجاه المرأة ودورها في المجتمع، إذ لا يُمكن أن يسير المجتمع على طريق التنمية بساق واحدة!
أريج لم تسعف رجلاً مصاباً بأربع طلقات نارية في مكان عام فقط، إنما تجاوزت نمطية بعض مفاهيم المجتمع في حبسها كأنثى في قالب تقليدي لا يسمح للنساء بممارسة الدور التنموي المأمول منهن، إلا وفق شروط وأعراف قديمة لا تمت للدين بصلة.
أريج بما فعلته، فتحت الباب لدى كثير من الفتيات الراغبات في دراسة التمريض، لكن تقف أمامهن نظرة المجتمع التقليدية للممرضة، كما أنها قدمت أجمل دليل على التفاؤل، فهي رغم عدم تجاوزها اختبارات التوظيف التي ليست مقياساً لكفاءة الخريج لم تُحبط، وما زالت حين شاهدت لقاءها في وسائل الإعلام محتفظة بتفاؤل جميل توَّجه الله باستجابة كريمة من الأمير متعب بن عبد الله، ليتم توظيفها في مستشفى الحرس الوطني.
الحكاية تمت بين يوم وليلة لتتحوّل أريج إلى شخصية عامة، وتحقق ما تتمناه في ممارسة المهنة التي تحب.
بُوركت أريج، وبُورك والدان علّماها معنى المسؤولية والعطاء.