ناهد باشطح
فاصلة:
((ليست الأشياء قط كما هي، بل كما تبدو))
- حكمة إسبانية -
القصة واحدة، زوج يتحرش بخادمة وفي رواية أخرى يتحرش بخادمتين.... القصة عبارة عن مقطع مرئي وليس نصًا ومن هنا يكون تأثيرها أقوى على الجمهور حيث تحتوى الصور على رسائل ضمنية تصل للمتلقي بقوة وبشكل عاطفي.
لكن الجمهور فسر هذه القصة بأكثر من تفسير يكشف عن تأثير قيم الإنسان على تقييمه للرسائل الإعلامية التي يستقبلها.
هذا التفسيرات تكشف عن ترتيب القيم لدى الناس واختلافها
فالذي لديه قيمة الإنسانية في أول سلم قيمه رأى القصة من زاوية التعاطف مع الزوج بالرغم من خيانته وبذلك لم يقبل فضح خيانته على الملأ، الذي لديه قيم الإخلاص في العلاقات في أول سلم قيمه رأى أن الزوج ارتكب ما يستحق عليه الفضيحة وغيرها وهكذا..
أما الصحافيون الذين نشروا الخبر أو القصة في صحفهم فكشف بعضهم عن تأثير قيمه كصحافي على كتابة القصة الخبرية أو ما يسمى journalism culture
حيث نشرت أحد الصحف المحلية خبرًا فيه تصريح للقنصل الإندونيسي بشجب الحادثة، لكن الصحفي ركز على عقوبة التشهير وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية مما يعني تركيزه على تصوير مقطع الحادثة وليس على الحادثة نفسها التي هي تحرش زوج بعمالة نسائية وافدة.
الأخبار الصحفية ليست مجرد قصص تنشر وينتهي مفعولها بانتهاء اليوم ليصبح الخبر باردًا لا يستحق النشر إنما هي جزء من تشكيل لقيم المجتمع وتعزيز بعضها، وعلى الصحافيين الانتباه إلى تغطية زوايا القصة الخبرية بشكل لا ينحصر في قيمهم أو رغباتهم.....
على الصحافيين أن يدركوا خطورة نشرهم للأخبار وأن يتجاوزوا موضوع ضيق الوقت وشح المصادر في زمن «تويتر»