جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد أن حققت جزءًا من أهدافها في الدول العربية وبالذات في سوريا والعراق ولبنان وحتى في اليمن، إِذ أحالت إيران بعد وصول ملالي إيران إلى قمة السلطة استقرار الدول التي ذكرناها إلى فوضى عارمة، وأشاعت الفتن وبالذات الطائفية والعرقية، حركت إيران عملاءها عبر خلاياها النائمة في المناطق الأخرى، إِذ تتجه أصابع الاتهام إلى خلايا نظام ملالي إيران في تركيا عبر ما يسمى بالجناح الإيراني في حزب العمال التركي K.K.B، إِذ تؤكد مصادر تركية إعلامية أن المخابرات الإيرانية وجهت عملاءها المزروعين عبر خلايا نائمة أعدت منذ زمن ضمن صفوف حزب العمال التركي، وأن هذه الخلايا تضم أكرادًا من الذين جندتهم المخابرات الإيرانية ودستهم ضمن صفوف الحزب الكردي التركي الذي يحارب الدولة التركية، وأن هؤلاء المقاتلين الذين كانوا ضمن صفوف الحزب الكردي المقيمين في داخل تركيا طلب منهم أن يكونوا ساكنين أي عدم مشاركتهم بأي نشاطات قتالية إلا أنهم ينشطون في العمل السياسي الكردي حيث كانوا يتبنون التوجهات السياسية الإيرانية، وكان هؤلاء معروفين داخل كوادر الحزب الكردي التركي، إِذ كان يشار إليهم بـ»الجناح الإيراني» داخل الحزب الكردي التركي «حزب العمال K.K.B « وتعدد الأجنحة في هذا الحزب الذي يقوده عبدالله جولان معروف منذ وقت طويل، فهناك جناح يتعاطف مع نظام بشار الأسد يسمى بالجناح السوري، وجناح عراقي يضم الأكراد الذين يقيمون في شمال العراق ويتخذون من جبال قنديل مواقع لهم، وفي الآونة الأخيرة حصل تفاهم بين الجناح السوري والجناح الإيراني، وأصبحا ينسقان مع العلويين الأتراك ويشكلون قوة قتالية وتنظيمية كبيرة وعلاقتهم بالمخابرات الإيرانية علاقة وثيقة، وقد كشفت المخابرات التركية الكثير من الخيوط التي يحرك بها نظام ملالي إيران خلايا الأكراد والعلويين داخل تركيا، أولا لإشغال تركيا وإلحاقها بالكيانات التي تعم بها الفوضى كالعراق ولبنان واليمن وسوريا، وثانيًا: لإجبارها على اتخاذ مواقف لا تعارض مخططات نظام ملالي إيران وخصوصًا في سوريا والعراق، ولهذا يرى العديد من المتابعين أن المجزرة الإرهابية التي حصلت في محطة القطار في أنقرة التي بلغ عدد ضحاياها قرابة المائة قتيل لا بد وأن يكون نظام ملالي إيران ومخابراته على علاقة بها سواء عبر حزب العمال الكردي التركي أو حتى عبر مجندين إرهابيين من داعش.
الرقعة الجعرافية الأخرى التي يعمل نظام ملالي إيران على إثارة الفوضى وهز استقرارها وأمنها فهي إقليم كردستان العراقي، إِذ تشهد مدينة السليمانية وبالذات المدن القريبة من الحدود الإيرانية اضطرابات أمنية وخروج على النظام تقوم بها جماعات محسوبة على أحزاب وتجمعات ذات علاقة وثيقة بنظام طهران.
الاحتجاجات التي يقوم بها أنصار الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال طالباني وحركة التغيير بقيادة مصطفى شروان وكلاهما مؤيدان لإيران احتجاجًا على التمديد لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، الاضطرابات تسببت في إحراق مقرات حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقوده مسعود برزاني وحرق محطة فضائية تعود لرئيس الحكومة.
الاضطرابات حتى الآن محصورة في محافظة السليمانية وهناك تخوف من امتدادها إلى باقي الإقليم الذي تريد إيران إفشال تجربته حتى لا يغري أكراد إيران بتكرارها في إيران وفي نفس الوقت لا يريد نظام ملالي إيران بقاء مسعود برزاني رئيسًا للإقليم لعلاقاته الطيبة مع تركيا.