جاسر عبدالعزيز الجاسر
أظهرت الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش بالتعاون مع الانقلابيين في اليمن من جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على الفندق الذي تقيم به الحكومة اليمنية في عدن، وعلى مقر بعثة الهلال الأحمر لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تتخذ من أحد منازل في عدن مقرًا لها لتقديم وتنسيق الأعمال الطبية والإنسانية المقدمة لليمنيين.
الهجمات الإرهابية استعملت فيها أربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون من داعش انطلقت في وقت متزامن على مقر إقامة الحكومة اليمنية والمبنى الذي تتخذه جمعية الهلال الأحمر الإماراتي في عدن.
طبعًا هدف الانقلابيين من الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح وتنظيم داعش من وراء استهداف مقر إقامة الحكومة الشرعية، وتركيز توجيه القذائف نحو غرف نوم نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح والوزراء لا يحتاج إلى توضيح، فهؤلاء الانقلابيون يعملون بالتضامن مع داعش على حرمان اليمن من حكومتهم الشرعية، مثلما هدف القصف الآخر باستهداف مقر إقامة المتطوعين والمسعفين الطبيين والصحيين القادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة الذين جاؤوا لتقديم العون والمساعدة الطبية للمتضررين من اليمنيين الذين هم بأشد الحاجة لمن يساعدهم في مجال تقديم الخدمات الصحية.
الاستهداف الإجرامي للحكومة الشرعية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي أودى بحياة خمسة عشر من اليمنيين والإماراتيين، عمل متوقع ويمكن أن يتكرر لأن هؤلاء المجرمين يقومون بمثل هذه الأعمال للتأكيد على وجودهم في مسرح العمليات القتالية في اليمن، وأنه وعلى الرغم من الانتصارات والتقدم الذي حققته القوات العربية المشتركة والجيش الوطني اليمني ورجال المقاومة الشعبية، يظهر العمل الإجرامي الأخير الذي نفذ في عدن أن الانقلابيين وجماعة علي عبدالله صالح لهم وجود في العاصمة الجنوبية من خلال خلايا نائمة تنتهز أية ثغرة في الإجراءات الأمنية، وتأخر إنهاء تكوين مؤسسة أمنية قوية داخل المناطق المحررة في محافظات عدن ولحج وأبين من خلال دمج رجال المقاومة الشعبية بالجيش الوطني، وبما أن هذه المحافظات التي كانت تدار أمنيًا من قبل رجال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأنهم وإن ابتعدوا عن المقرات الأمنية إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بقواهم من أسلحة وأفراد، وأنهم يشكلون خلايا نائمة ودائمة تستقي الأوامر من الانقلابيين وأعوان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
هذه الإشكالية الأمنية التي تواجهها عدن مثلما تحصل في لحج وأبين والمناطق المحررة في تعز، إِذ لا تزال العناصر الموالية لعلي صالح تمسك بزمام الأمن في تلك المحافظات وأن أفضل حل لهذه الإشكالية هو الإسراع في دمج المقاومة الشعبية اليمنية مع الجيش الوطني وتأهيلهم وتدريبهم ونشرهم في المراكز الأمنية وإزاحة العناصر المشكوك في ولائها للسلطة الشرعية للقضاء على التسريبات وإرسال المعلومات للانقلابيين وجماعة الرئيس المخلوع، إِذ لاحظ المتابعون لما يجري في اليمن أن المتمردين على الشرعية يوجهون قذائفهم في عدن وتعز بالذات إلى أماكن يقيم بها قادة ورموز الشرعية والجهات التي تساعد أهل اليمن في تجاوز فتنة الانقلابيين، مثلما حصل في عدن صباح يوم الثلاثاء.