جاسر عبدالعزيز الجاسر
كشفت التفجيرات الانتحارية التي استهدفت يوم الثلاثاء الماضي فندق القصر في عدن عن الدور الخبيث للرئيس المخلوع في توظيف الإرهابيين، واستثمار انتشارهم الإعلامي لتحقيق أهدافه المصلحية، ولقد أظهرت عمليات التفجيرات الانتحارية المتزامنة وما رافقها من إعلانات من قبل الحوثيين أولاً بمسؤوليتهم عن الانفجارات مدعين بأنهم استهدفوا فندق القصر في عدن حيث يقيم نائب الرئيس ورئيس الحكومة الشرعية والوزراء ومقر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقذائف الكاتيوشا، ثم ينشر ياسر اليماني القيادي في جماعة علي عبدالله صالح على حسابه في تويتر جريمة استهداف مقر الحكومة في عدن و(يبشر) اليمنيين بقرب تنفيذ تفجيرات في خور مكسر وحي التواهي في مدينة عدن، وبعد ذلك يعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته في تنفيذ التفجيرات الانتحارية وأن أربعة انتحاريين فجروا سياراتهم في عدن مستهدفين الحكومة اليمنية وبعثة الهلال الأحمر الإماراتية، وهنا لابد من الإشارة إلى الظواهر الواضحة جداً التي أكدت علاقة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالجماعات الإرهابية، وسواء من نفذ التفجيرات الإنتحارية في عدن من دواعش أوأن الذي حصل توظيف لاسم داعش، فإن الشيء الذي وضح أن هناك علاقة وثيقة بين التنظيمين الإرهابيين (القاعدة وداعش) وبين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي استطاع ربط هذين التنظيمين بعلاقات مصلحة وحتى قتالية بحلفائه الحوثيين ومن ثم إقامة حلقة وصل مع النظام الإيراني.
كيف تم ذلك؟
الجواب يكمن في العلاقات القديمة التي وإن أخفاها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بين (الرحم الإرهابي) القاعدة وبين نظامه، إذ إن صالح كثيراً ما استعمل إرهابيي القاعدة في اليمن الذين هم إرهابيوداعش الآن في اليمن في كثير من العمليات لابتزاز أمريكا والغرب ودول الخليج، والظهور بأنه محتاج للدعم العسكري والمالي لمواجهة الإرهاب، رغم أنه كان يتبنى إرهابيو القاعدة وتكشف جهات (جهادية) حاربت في أفغانستان من أن علي عبدالله صالح قدم للعائدين من أفغانستان مساعدات مالية ورتبا عسكرية ووضعهم على رأس الوحدات العسكرية اليمنية، وأنه ظل يحرك الآخرين الذين شكلوا مع الإرهابيين القادمين من السعودية ومصر وليبيا خلايا استثمرهم صالح في تنفيذ عدد من العمليات، بعض منها ضد وحداته العسكرية لتأكيد حاجته لدعم أمريكا ودول الخليج.
وبعد تحالف الرئيس المخلوع مع الحوثيين وتواطؤهما معاً على تنفيذ الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على المحافظات اليمنية والوزارات، استطاع الرئيس المخلوع فتح قناة تعاون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الذين ولدوا داعش، ولهذا فإن المتابعين لما يجري في اليمن لم يسجلوا أي صدام عسكري بين داعش والحوثيين وأن العمليات التي قامت بها داعش استهدفت المساجد وليس المواقع العسكرية، والهدف كان لخلط الأوراق وإظهار الحوثيين بأنهم يواجهون الإرهاب الداعشي.
إيران التي تسعى لضم اليمن، إلى ولايات الفقيه السفيه استغلت العلاقة الجديدة واستقدمت عناصر إرهابية من القاعدة وأخضعتهم لتدريب يتناسب مع المهام التي كلفوا بها وأقيم لهم معسكر تدريبي في سوريا وبعد إكمالهم لتلك التدريبات التي تتواصل بقدوم مجموعات أخرى، نقل ممن أكملوا تدريبهم إلى اليمن عبر المنافذ البحرية التي يسيطر عليها الانقلابيون لتكون التفجيرات الانتحارية في عدن باكورة أعمالهم الإرهابية التي توثق علاقة داعش بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين ونظام ملالي إيران.