جاسر عبدالعزيز الجاسر
في الطريق للتخلص من جنرال الإرهاب الايراني قاسم سليماني تم قتل الجنرال حسين همداني الذي يعد النائب الأول لسليماني ليس في سوريا بل في ترتيبات السلم القيادي في فيلق القدس.
الجنرال حسين همداني يعد واحدا من أهم جنرالات الإرهاب الايراني إذ يتميز بقدرته على التنظيم وفي تجهيز الجماعات الارهابية سواء داخل إيران أو خارجه، فبعد بروز إمكانياته في تعبئة العناصر الارهابية أثناء ما سمي بالانتفاضة الخضراء عندما كان نائباً لقائد الباسيج الايراني حيث أدخل أساليب مبتكرة في مواجهة المتظاهرين واغتيالات القيادات المعتدلة الإيرانية، وكان أول من أدخل استعمال الدراجات النارية التي تحمل اثنين من الباسيج يتخصص الراكب الثاني في قتل قادة التظاهرات واغتيال أشخاص معينين وفق قوائم تسلم لهم.
بعد بزوغ نجمه في مؤسسة الباسيج المخصصة لقمع الايرانيين اختاره الجنرال قاسم سليماني مساعداً له للعمل في سوريا وتخصص في تنظيم وتعبئة الجماعات الطائفية القادمين لسوريا وخصوصا من باكستان والعراق والهند وأفغانستان وكانت البداية عندما أجبر اللاجئين الأفغان وخصوصا من عرقية الهدارة الأفغانية الشيعية، أجبروا على التوجه إلى سوريا بعد تشكيل كتيبة ارهابية وارسالها إلى سوريا بحجة الدفاع عن مرقد السيدة زينب في دمشق، وتولى الجنرال حسين همداني تدريب وتنظيم هذه الكتيبة الارهابية التي أرسلت بعد ذلك إلى جبهات القتال في مناطق بعيدة عن مرقد السيدة زينب، بعد ذلك اهتم حسين همداني بتنظيم الزوار الشيعة القادمين من الهند وباكستان وتم بالفعل تشكيل كتيبة من الباكستانيين الشيعة الذين أخذوا يشاركون في المعارك ضد فصائل الثورة الفلسطينيو، فيما تم دمج الشيعة الهنود في الكتائب الطائفية وانخراطهم في المعارك الدائرة على الساحة السورية.
أما أهم ما كلف به الجنرال حسين همداني الذي ظل يعمل حتى هلاكه، هو إنشاء تنظيم قتالي وسياسي سوري تحت مسمى حزب الله السوري ليكون على غرار حزب حسن نصر الله في لبنان، وله في هذا المجال خبرة إذ كان قد نجح في إنشاء وتأسيس فيلق ما يسمى بأنصار الحق في البداية في دمشق عندما طور فيلق أبو الفضل العباسي، وبعد توسع واتساع هذا التنظيم الارهابي نقل نشاطه إلى العراق ليصبح أحد أهم عناصر الحشد الشعبي العراقي الذي يجمع مكونات المنظمات الارهابية الشيعية في العراق.
كل هذه الأعمال التي قام بها الجنرال حسين همداني أهلته ليكون الشخص الثاني في فيلق القدس والمسؤول بعد الجنرال قاسم سليماني لتمثيل النفوذ الايراني في سورية، وأن يكون ممثلاً لقائد فيلق القدس ولنظام ملالي ايران في سورية وحلقة الوصل الأولى مع نظام بشار الأسد حيث كانت المعلومات تؤكد بأنه كان صاحب اليد الطولى في توجيه المعارك وإعطاء الأوامر ليس فقط لكتائب الحرس الثوري الايراني والمنظمات الارهابية الشيعية بل وحتى إلى قوات نظام بشار الأسد وهذا ما جعل المتابعين للوجود الايراني في سوريا والمنطقة العربية يرشحون الجنرال حسين همداني خليفة لقاسم سليماني لإلمامه بكل الخطط الايرانية، إلا أن نفوذ همداني قد تقلص بعد إعلان معارضته القوية للتدخل العسكري الروسي الذي يرى أنه سيضعف النفوذ الايراني في سوريا وثم المنطقة العربية وهو يتيح تصور عملية التخلص من هذا الجنرال الايراني.