عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... ما يحدث في نادي النصر وتحديداً على مستوى إدارة كرة القدم سبق أن حذرت منه وعلقت الجرس حول المشاكل التي تدور في الفريق وخاصة المالية وحجم المديونيات والمطالبات المالية خاصة من قبل اللاعبين وتعليق مكافآتهم المتأخرة، ومهما حدث لن يكون من باب الإنصاف سلب حق ما عملته الإدارة ورئيسها الذهبي الأمير فيصل بن تركي، والذي استطاع في فترة وجيزة تحقيق الإنجازات وعودة النصر للبطولات مما جعله يكسب احترام الجميع ويجد الدعم غير المسبوق من أعضاء شرف معدنهم من الماس وعطاؤهم مدد واحترام لرغباتهم لن أذكرهم،
وبعودة لإدارة النادي ورئيسها الذي عمل كل شيء إلا إن الأمور حالياً لا تبشر بأحلى وأفضل مما تم إنجازه وبغض النظر عن المسببات إلا أن المحافظة على الإنجاز دائما ما يكون أصعب من تحقيقه، وهذا ما هو حاصل حالياً لنادي النصر وفريقه الأول لكرة القدم، فلم يشعر المتابع بأي تميز أو إحساس بتحقيق أي إنجاز عطفا على ضعف التعاقدات واستمرار القوى الضعيفة في الفريق، إضافة إلى استمرار الإحباط وهبوط المعنويات وفقدان الثقة بين أضلاع النادي الثلاثة، وهو ما سبق أن أوضحته في مقالي السابق، ويجب أن يدرك محبو النصر قبل غيرهم أن عودة فريقهم إلى ما كان عليه واستمرار هيمنته وتميزه لا يحصل بتغريدة من رئيس أو تصريح من مدرب أو بيان من النادي، بل يحتاج إلى تبديل قناعات أن ما كانت مقتنعة أصلا ولكن العجز المالي يحول دون تنفيذ البدائل، وهنا يجب أن يتوقف القارئ العزيز عن القوة المالية الماضية وكيف سيرت ومن يقف خلف تدفقها.؟ وأين من يدعي دفع مئات الملايين عن دوره في ظل الأزمة المالية للنادي والاقتناع بلاعبين من فئة (رخيص وكويس) كالمدافع النكبة، واليوم يتلاشى التفاؤل وتتقلص الفرص في ظل استمرار إدارة وقفت عند حد معين من الإنجاز وسوف تتغنى به لعقود إن لم تكن قرون فثلاث بطولات وللمجد بقية تحتاج لجهد مالي وذهني وليس بدغدغة مشاعر الجماهير وكسب عاطفتهم التي انتعشوا من خلالها بفرحة أشبه بالوقتية قبل أن يصدمهم الواقع المرير منذ نهاية الموسم الماضي ولازال في مخيلتهم كالظل يتطلعون إلى التخلص منه حتى لو تغيركل شيء بما فيها إدارة النادي.
الشمراني وتوقف الطموح
ناصر الشمراني أو الزلزال كما يحلو لبعضهم بنعته لاعب موهوب ومحظوظ في نفس الوقت ولا يختلف اثنان على موهبته وحسمه لكثير من اللقاءات وتسجيل للأهداف حتى الصعب منها، وهذا ليس بجديد أو حديث فمنذ كان في الوحدة قبل قدومه للشباب ومن ثم للهلال وهو مهاجم مميز ومطمع للجميع إلا إنه حدث تحول كبير وغير متوقع على أدائه وسيرته وكثرة انفلاته واحتكاكاته وكأنه عندما انضم إلى كتيبة الزعيم أحس بالأمان وظن أنه بمنأى عن العقوبات والإيقافات.
وإذا كانت إدارة الهلال السابقة تتحمل الجزء الأكبر مما حدث بدلالها للاعب وتبريراتها لتصرفاته غير المقبولة خاصة أمام فريقي سدني الاسترالي وتصرفه الأرعن مع مدافع الفريق ورغم العقوبة القاسية إلا إنه لم يتوقف عند هذا الحد بل واصل ممارسة الخروج عن النص في نهائي كأس الملك وحصل على عقوبة ليست بالقليلة، وهنا نقول لماذا كل هذه التجاوزات وما ذنب النادي والفريق أن يحرم من خدمات لاعب لحماقته؟ أليست إدارة النادي من دفعت الملايين لتستفيد من خدماته واليوم يتجدد الجفاء واستمرار الابتعاد مع المدرب الصارم والمميز، فنظرته أن البقاء للأفضل وهنا يصبح اللاعب الفذ الزلزال خارج حسابات الهلاليين ومدربهم وسبق أن لمحت أن ناصر الشمراني في طريقه لأحد الأندية الغربية لمعرفتي وإدراكي أن الأمور قد تبدلت في الهلال مع رئيسه الجديد وأن زمن الدلال قد ولى بدون عودة ولا وجود للمتهاونين والمستهترين ولا زال هناك أكثر من الزلزال ستشاهدونهم خارج أسوار الزعيم إن هم استمروا على مسارهم، فالاحتراف الصحيح أن يكون الأجر على قد العمل والعطاء وإثبات الوجود وتوقف الهدر والتلاعب والاستنزاف غير المبرر.
نقاط للتأمل
- بعدما كان الفريق حديث الكل من حيث التميز حتى أصبح عشاقه يتغنون بلا تكلمني اليوم أصبح الكل يتشمت ويستهزئ بما وصل إليه الوضع المأساوي والذي كان متوقعا عطفا على ضعف الأداء من إدارة الفريق ومدربه المسكين.
- أكثر من لاعب سيتوقف عن اللعب وستكثر الاحتجاجات ولن يقف الأمر عند لاعب الوسط المصاب إذا ما عرفنا أن اللاعبين لم يستلموا مكافأة البطولة التي وعدوا بها إلى الآن ناهيك عن مقدمات العقود ورواتب العاملين والفئات السنية.
- يجب أن يعرف الجميع أنه لو لا الله ثم عضو الشرف الذي دفع الجزء الأكبر من صفقه هزازي وحل مشكلة الرواتب المتأخرة وبذلك استطاعت إدارة النادي من تسجيل لاعبيها المحترفين الجدد، ومع ذلك تنسب الإدارة كل شيء لها مستغلة رغبة العضو في عدم ذكر اسمه ولكن السؤال إلى متى؟.
- إلى متى والإدارة تصر على استمرار المدافع الأجنبي النكبة حتى ولو كان سعره بخسا جداً فعدم استمراره ومنح الفرصة لأحد شباب النادي أفضل بكثير من نكباته إذا ما أدركنا أنه رجيع أندية عدة من أكثر من خمسة عشر عاما منذ احترافه في نادي النجمة بعنيزة.
- كل توقف لدوري يرحل نادي الاتحاد بفريقه الأول لمعسكر في جبل علي في دولة الإمارات تحديدا وفي كل مرة يعود يدخل الفريق في دوامة الخسائر والمشاكل خاصة بين المدرب واللاعبين فلماذا الإصرار غيروا شوي يمكن يتغير الحظ؟؟ الله وحده اعلم.
- بطل وأمامه بطولة قارية وبطولات محلية ويتعادل على أرضه مع فريق طموحه البقاء ويذهب ويتعادل مع فريق صاعد من الدرجة الأولى.!! أي تبرير يقبل وأي تعليل يهضم ولكن أنا مقتنع بما آلت إليه الأمور والقناعة كنز لا يفنى.
- من ثاني جولة غادر أحد المدربين والمتوقع أن يكون هناك أكثر من مدرب فدائما الفشل وتفريغ شحنة الغضب يكون الضحية المدرب وهنا يجب أن يتم محاسبة من أحضره وأبرم العقد والقناعة الشخصية التي من خلالها تم إحضاره وذلك تحاشياً لمزيد من هدر المال فالأندية ما هي ناقصة.
- مدرب المنتخب يتوعد ويزبد ويهدد والظاهر أن نصف السيل زبد، فمهما كانت طموحاته وتوجهاته إلا انه سيصطدم بواقع لم يتصوره وسيجد لاعبي الدلال والاحتراف الوهمي الذين لا يساعدون أي مدرب على النجاح في ظل اتحاد الكرة الضعيف وغير القادر على القيام بأقل واجباته.
خاتمه
ستر المواجع داخل القلب راحة.. لو يمتلي صدري بها ما تكلمت
ماهو جديد القلب يخفي جراحه.. ولاهو غريب الضحك مهما تألمت
وعلى الوعد والعهد في كل يوم جمعة ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.